العدد: 9306
6-3-2019
أسندت وجعي إلى قلقي، فرأيتُ الجبال تمشي عاريةً وسعيدةً، وتهادى إليّ عبقُ الصنوبر سعيداً، ومرّ طيفك أمام عينيّ سعيداً.
كلّ ذلك أعاد القوة إلى قلبي وجعله يدقُّ برتابةٍ وحين أغمضتُ عينيَّ مرّتْ صورةُ أميَّ الـ (ماتتْ) قديماً وقد رأيتُ عينيها وقد صارتا حفرتين دامعتين مليئتين بالليل, وإمّا ناديتها؟ نظرتْ إلىَّ باستحياء وقالت: (ولدي قبل أن تقفز إلى السماء تعلّم كيف تمشي على الأرض).
***
أعرف أنّ الحياة شمعةً صغيرةً يمكن إطفاؤها، لكن ما لا نستطيع إطفاءه هو ذاك النور المتوهج المصاحب للدم النافر، والمسكوب فوق أرضنا السورية دفاعاً عن كرامتها وحريتها، وما من قوةٍ في الدنيا قادرة على أن تمنع شعباً يضع دمه على أكفّه من تحقيق النصر المؤزر.
***
استيقظ في داخلي وحش السنوات الثماني التي مرّت على بلدي من العدوان الصهيو الأمريكي وكلّما أحسْست بأنّ قلبي يتفتّح ويزيح عبء تلك السنوات المظلمة رأيته يفيض ويمتلئ بالألم.
***
كنتُ بين الفينة والأخرى أزور البحر، أٌقصد الميناء لأتنشق روائح الكبّاد والخرنوب وكنتُ أرى كيف كانت تنزاح جميع النجوم نحو غروبها، وكيف كانت روحي تنزاح وتغيب لغيابها.
***
جسدي معطّر بالظنون، وقد جرّحته أشواك العيون، أنا الواقف فوق ذرى يأسي وكلّما قلت غداً ينجلي غيهب يأتي الغد مطليّاً بسواد داجٍ.
فمتى يبرق صوتكِ وبصحبني إلى حوافي ساقيةٍ مخرخرةٍ ثم يبدأ الغناء ناشراً هديل الحمام؟!
سيف الدين راعي