حتى أصحاب (التنّور) يشكون الغلاء وحال المواطن!

الوحدة: 17-1-2021

 

 

انتشار التنانير في الريف والمدينة وتوزعها على الطرقات العامة والمطاعم جعل منها مصدر رزق وتوفير متطلبات الحياة الكريمة لذا وجب الاهتمام بها وتطويرها كمهنة ومصدر دخل ورائحة الخبز المنعشة تولد الحنين لذكريات الماضي حيث كان التنور في القرى المصدر الوحيد لرغيف الخبز…

تنور ماجد وتنور الأخوين علاء وعامر موجودان عن ما يزيد على ثلاثين عاماً..

كانوا ومازالوا يعملون في تحضير الخبز الشهي المشروح والفطائر المتعددة الأنواع ولكن تبقى المحمرات هي التي تتربع على عرش الفطائر… مسافة لا تزيد على ٥٠٠متر تباعد بينهما ولكن كل منهما يعمل وهو مقتنع بأن رزقه على الله وفطائر التنورين تتنافس فقط في أيهما ألذ وأشهى..

ماجد شاب في الثلاثين من عمره متزوج ولديه طفل منذ طفولته كان يساعد والدته أم محمد التي وافتها المنية منذ سنوات والذي اكتسب الخبرة والمهارة منها عندما كان يساعدها في صغره وتابع العمل في التنور من بعدها.

 

 يقول: أستيقظ مع طلوع الشمس حيث أعد العجين وأوقد النار في التنور من الحطب الناعم وريثما تهدأ النار يكون العجين قد تخمر وأكون في سهرة اليوم الفائت جهزت حشوة الفطائر بأنواع عدة، منها المحمرة والقريشة والجبن والسلق بمساعدة زوجتي وأختي وبعونهما يهون علي التعب.

 ويضيف: خبز التنور يتطلب خفة وسرعة في لصقه وانتزاعه من داخل التنور ويمعن في القول أن عمله في التنور يشكل مصدر رزق وكسب ولكن خف الإقبال على الشراء مع بداية الأزمة، مبيناً أن الأمور اختلفت كثيراً بين الماضي والحاضر، حيث كان الإقبال في الماضي مميزاً جداً وكنا (نشهق ولا نلحق) كما يقال، مضيفاً أن الأسعار كانت مقبولة والقدرة الشرائية كانت مرتفعة لدى الزبائن والأمور جيدة ولكن في الوقت الراهن اختلفت المعايير من كل الجوانب، ويتابع: ورغم الظروف مازلنا نبيع وكما يشير ماجد أن رغيف التنور يعني البساطة والألفة الاجتماعية المفقودة فهو يذكرنا بخبز أمهاتنا وجداتنا اللواتي كنا نلتصق بعبائتهن لكي نحظى بلقمة صغيرة من رغيف أو محمرة فأيام زمان كان تقريباً أمام كل بيت تنور يغني عن خبز الأفران الذي جلب الراحة لنساء هذه الأيام ولكن افتقدنا الرائحة العبقة والمحببة تلك..

وعلاء يقول أيضاً إن التنور شكل مصدر دخل له وعائلته وأخوته وأحياناً في أيام الضغط وخاصة أيام الصيف والسياحة والعمل يستعين بشاب يساعدهم مقابل مبلغ معين من المال ولكن يتحسر على الأيام الخوالي موضحاً أن زمن الحرب قلب الموازين رأساً على عقب وأزمة الغلاء لعبت دوراً وأزمة المازوت والبنزين شكلت عاملاً أساسياً، لافتاً إلى أن الزبائن كانت تتوافد من مختلف المحافظات السورية ولكن والحال وصل إلى ما وصل عليه خفت الحركة وبالتالي قل المردود المادي ولا يخفى عن الذكر الحرائق التي وقعت مؤخراً والتي أثرت بشكل أو بآخر وعن مدى ارتفاع أسعار المواد الداخلة في صنع الفطائر والتي انعكست بالتالي على ارتفاع سعر الفطيرة وأثر سلباً على انخفاض نسبة المبيع، وذكر أن سعر تنكة زيت البروتينا وهو أخف الأصناف وصل إلى ٨٠ ألف ليرة سورية بينما زيت الزيتون تجاوز السعر ١١٠ ألف ليرة سورية وسعر كيس أوراق النايلون ٤٥٠٠ليرة سورية ونقلة (الحمو) وهو حطب ناعم يستعمل وقود للتنور وصلت إلى ٧ آلاف ليرة سورية والفليفلة ٦آلاف والسمسم ٧ آلاف والبركة والشمرة والبصل وكلها أسعارها يومياً في ارتفاع ثم يتوقف هنيهة لينهي كلامه قائلاً: رزق الله أيام كانت المحمرة تباع بخمس ليرات والآن لا أحد يعرف الخمس ليرات.

نجود سقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار