إذا المحبة خاطبتكم… فصدّقوها

الوحدة 30-12-2020

في صباحي الباكر صدحت فيروز الجميلة بكلمات العظيم جبران خليل جبران لم أكن أقوى على الابتسامة التي طالما اعتقدتها جزءاً من ملامحي حتى في أعتى الظروف ورحت أردد هذي الأغنية وأتابع ما تبقى منها من أبيات:

إذا المحبة أومت إليكم، فاتبعوها

إذا ضمّتكم بجناحيها، فأطيعوها…

 إذا المحبة خاطبتكم، فصدّقوها

وعلى أنغام وقع كلمات الجميل جبران وغناء فيروز ابتسمت رغماً عني ورحت أرقب وجه كانون بأعياده المجيدة التي طالما ارتسمت في قلبي صورها الجميلة.. بابا نويل اللطيف وشوارع اللاذقية الدافئة المزينة بزينة معلنة الفرح الخجول… رحت أبحث بين تضاعيف كانوني عن ذكريات احتضنها علها تخفف من وطأة هذا الشتاء البارد كابتسامات أغلبنا… بحثت عنها وتساءلت هل خانتني الذاكرة؟! لطالما نحن مجبولون مما ننساه ظاهرياً.. قسوت عليها متساءلة هل شُوّهت ذاكرتي؟ هل دنُست مشاعري التي طالما حصنتها من أعداء المحبة؟ وهل زرعت في أرض جدباء من الصعب أن تثمر فيها البذار؟ وفي زحمة زواري باغتني هاتف صباحي من صديقة دراستي الجامعية لتخبرني أن في مثل هذا اليوم نحتفل بعيد الصداقة التي طالما جمعتنا ودخلت في عامها العشرين لتعايدني قائلة: كل عام وأنت صديقة الدرب.

تواترت الأفكار من جديد إلى رأسي واستوقفني مليّاً سؤال هام غيّر كل المزاج العكر: لماذا عليّ أن أنظر إلى النصف الفارغ من الكأس؟ ولماذا هذا الجنوح إلى التفكير السلبي؟ أجل هناك محبة في هذا العالم المحبط وهناك أصدقاء أوفياء مترفون بالصدق والنقاء، كانوا وما زالوا يملؤون قلبي بسلام وطمأنينة لا يخبوان، يجمّلون جعبة حياتي بذكريات باذخة الجمال ويطفون على أيامي الأجمل دائماً، لا يمكن للأقدار أن تقيض لك السعادة دائماً، حياتنا مع الفرح لعبة بين شدّ وجذب، تلك الأرواح الطافحة نوراً وطهراً تمنح قلوبنا الدفء والطمأنينة و طعم حلاوة لا ينضب. وفي ضيق الأيام السند القوي الذي لا يلين، لتبق المحبة هي سلاحنا الماضي أبداً في وجه الشر ومدمني الحقد والكراهية، في وجه الحزن والملمّات.

خلقنا على سنة المحبة وجبلت أرواحنا بعطرها الباذخ وسنبقى حتى نهاية الحكاية، دامت المحبة تشرق في القلوب، تنير جنبات هذا الكون.

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار