الوحدة :28-7-2024
مئات الطلاب وأهاليهم الذين ما لم تنته مساعيهم ولم يملوا من مرافقة أبنائهم (لا في الامتحان ولا حتى في الاعتراض) حتى آخر نفس فيهم احتشدوا في ثانوية الشهيد طنوس قازنجي لتقديم اعتراض تظلم على مواد امتحاناتهم وما زالوا يتوافدون كشلال، وهنا يخرج منادٍ بينهم (مالية) لينكب عليه بعضهم ممن سجل عند الكتاب وتزود بورقة التسجيل وأخرى للمالية فيناوله إياها ب٢٥ ألف ليرة، فيتلافى بذلك مشقة الطريق وحر الصيف وقد كان قد قصد في الباكر من يومه دائرة الامتحانات التي وجه منها لثانوية الشهيد طنوس قارنجي، في لقاءاتنا مع بعض الطلاب كان الآتي:
جدة إحدى الطالبات التي رفضت ذكر اسمها أكدت على أن ابنة ولدها مظلومة وأتت لترفع عنها تظلمها باعتراض على مادتي العربي والرياضيات، وقد أخذوا منها الرسوم مع أن ابنها شهيد، جاءت للمركز وهي تعلم أن لا عدل في الاعتراض ولا فائدة لكن صغيرتها تبكي والقلب يعتصر الأكباد، فعسى الأمل يكبر فيها وترضيها وتكذب الأقاويل ويحيا العدل.
الطالبة حلا البكور من مدرسة لؤي سليمة – ما إن اقتربنا منها حتى صاحت: أشعر بظلم كبير، فأنا طوال السنوات الماضية من الطلاب المجتهدين والمتميزين الأوائل وعلاماتي التامة وإن شاء القدر أن تنقص فهي أجزاء، واليوم من الأواخر فكيف تكون نتيجتي ٢١٣علامة فقط؟ من المؤكد يوجد خطأ كبير فيها فقد حسبتها لن تقل عن ٢٩٠، فمثلاً في مادة الاجتماعيات نلت ٥١ علامة وأنا لم أخطئ في سؤال، وظننت أني خرجت منها وسأحصّل العلامة التامة.
السيدة لما تحدثت عن معاناتها في الطريق، لكن لأجل ابنها المظلوم لا شقاء ولا تعب حتى يأخذ حقه، وتقول: قصدنا دائرة الامتحانات فقالوا: لا ليس اليوم تأجل للأحد والإثنين، أما اليوم في الثانوية المهنية المقابلة لكازية بغداد، وفي طريقنا إليها دون وسيلة نقل وعلى الأقدام رغم أن الأمل ضعيف، ونسمع أنه لا فائدة من هذه الطلبات، لكن سأمشي لآخر الطريق مع ابني ولا يكون علي لوم ولا حسرة في الفؤاد، وأرجو أن يأخذ ولدي نتيجته الصحيحة التي ستفرح قلبه، هو وكل الأولاد.
هدى سلوم