بين الشط والجبل…. صلاة إلى سنديانة

الوحدة: 27-12-2020

 

 

على فراشٍ من زغب المواجع استلقت أحلامي، رأسي يتآكل بلمعان القلق، تعبرني قوافل من أفكارٍ وهواجس، ولم أجد نفسي إلا وأنا أوزع نبضي على مخافر الأشواك، يبعثرني الحنين على طرقات مدينة الذاكرة، لأوقظ أمسيات الشوق الكانت تزهر آمالاً، ولأراها وقد سافرت في عربات قطار الوقت المضني.

×××

حرقتني رعشة صوت أتاني، أحسست بحريق يرج بأضلعي، ظهري تزرعه شموس الرحيل، وشاطئي يمور برمله الأسود وقد ألهبه الظمأ، ومرافئي راحت تغوص في الضباب.

×××

تملّكني خوفُ ما، فلجأت بروحي إلى صلاة أقدمها إلى سنديانة شائخة وإلى قبّرة حالمة، وإلى ليلةٍ مقمرة، ورأيتني أمدد خطواتي شطر الشاطئ راغباً في قيلولة فوق رمله المحرق، وحين وصلت كان ثمة دخان أبيض يتنزه تحت وجه الريح، وكانت الأمواج ترسل صوتاً حزيناً وكأنه مغموس بالجمر واللهيب.

×××

في غفلة غافلة رأيتك قدامي ورأيت أنه لم يبقَ منك إلا ضحكة عينيك، وغير دمعتين تكورتا في بؤبؤهما.

×××

لذت بخوفي إلى الكتابة، ففي الكتابة مساحة للوجع وفي حروفها يسافر صهيل الحزن حاملاً رمال الوداع يبعثرها على مفترقات الغياب فتزاحمت الأسئلة تراكضت أمامي وافترشت ذاكرتي.

– لماذا هي تفاصيل الفرح إلى انطفاء؟

– لماذا تمطرني الوجوه التي أراها غربتها؟

– كيف غادرتني مساكب اللوز والريحان؟

– لماذا عبثاً أحاول الهروب من هذه الوحشة؟

– لماذا أيامي يزدهي فيها الفراغ؟

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار