بين الشط والجبل .. حين لا تشبهنا أشياؤنا

الوحدة 24-12-2020

 

أي حزن هذا الذي يعترينا…

يغير خارطة المدن والوجوه، والإشارات الضوئية، ونغمة هواتفنا النقالة.. وفي أحيان كثيرة يرتدي نبرة صوتنا كمعطف قديم لم يجد من يفك عروة اغتراباته..

أي حزن يجعلنا نعيد ترتيب الأولويات والمبادئ والأفكار.. نهاتف بعضنا كل صباح كي نطمئن أننا مازلنا على قيد الحياة وقيد اللهفة والحنين، وأننا لم نفقد حاستي الشم والذوق كما فقدنا أشياء كثيرة عزيزة في حياتنا!

تفاصيل صغيرة لم تعد تشبهنا في وجودها.. مقاعد الدرس في أيامنا هذه لاتشبه مقاعدنا القديمة.. أناشيد الطفولة فقدت عذريتها.. ووجوه الأحبة أضحت بعيدة عنا ككواكب لم نكتشفها بعد!

عيوننا فقدت بريقها ودفئها المعهود.. وكأننا على موعد مع ذلك الخوف والانطفاء اليومي.. ومساحات الجليد المترامية على أطراف القلب.

أي حرن هذا الذي يعترينا ونحن نهبط درج أيامنا، نرتب ما بقي من ملامحنا المتعبة أمام المرآة.. نسقي صبار الوقت بماء الانتظار ونسأل أسماكنا الملونة ألا تحتضر.. وقوافل الشعر ألا تنزح عنا وتتركنا في صحراء الربع الخالي من العمر!

نسأل ذلك الرغيف النابض كالقلب ألا يفقد رائحة عطره الأزلي وذاكرة الصباح والاشتهاء!

منى كامل الأطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار