ربا محمود حسن: الحياة جميلة وتستحق أن تعاش

الوحدة 23-12-2020

أبدعت الكثير من السيدات في إنتاج العمل اليدوي وتميزت به على اختلاف أشكاله وأنواعه, وهن اليوم سيدات فنانات مبدعات منتجات رغم كل صعوبات الإنتاج والتسويق، إلا أن فكرة البازارات كانت منقذاً لهؤلاء السيدات لتسويق إنتاجهم.

والسيدة ربا محمود حسن  البالغة من العمر 56 عاماً والحاصلة على الشهادة الجامعية كلية الآداب قسم اللغة العربية وأم لشابين مميزين, زيد يتابع دراسة الدكتوراه في هندسة الاتصالات, وورد طالب سنة سادسة في كلية الطب البشري،

تختصر تجربتها على أنها هواية وشغف قديم تحقق فيهما ذاتها التي ترفض أن تكون سيدة عادية للمطبخ والتنظيف، وهي التي عاشت تفاصيل حريتها مع نجاح عائلتها, وانطلقت بثقافتها لتؤسس أسرة صغيرة ناجحة مع زوجها الذي احتفظ بشخصيته محباً إلى جانب رغبات زوجته دون قمع كأي رجل شرقي يرفض حضور المرأة, فكانا معاً في كل تفاصيل الحياة.

امرأة صريحة وواضحة تدعم أبناءها للعيش بحرية مع الالتزام الأخلاقي وهي مؤمنة أن كل المفاهيم نسيبة تختلف من شخص لآخر حسب ثقافته ورؤيته للأشياء وتقول, نحن لسنا مضرين لتوضيح الصورة.

الفن بالنسبة لي مخزون ثقافي وشغف جميل لكل جميل  والحب حالة مؤقتة جاذب أول ويستمر بعدها بالاحترام والعشرة.

أما عن بدايتي بالعمل الحرفي فأنا هاوية للفن منذ المرحلة الجامعية كنت أتمنى حينها أن أكون ممثلة وتدربت خلال أيام الدراسة الجامعية، ولكنني لم أسعَ لتحقيق طموحي ودائماً كنت أعيش بهدوء ومن دون صخب, ومع أول مراهقتي وعندما بدأت أشعر بأنوثتي كان شغفي بالأعمال اليدوية يظهر من خلال الاهتمام بتدوير الأشياء وإعادة صناعتها والتي يمكن أن أحتاجها في حياتي اليومية مثل حافظة أقلام أو تفصيل ملابس لألعابي بالإضافة إلى صناعة الإكسسوار.

ومع الأيام تطورت هوايتي وبدأت بإعادة تدوير القطع القديمة لوالدتي (كروشيه ولوحات من الصدف والأعشاب والقصب ومواد طبيعية أرتبها على شكل لوحة فنية بسيطة).

وبعد العمل الوظيفي اتجهت إلى التسويق من خلال تنفيذ أعمال لرفاقي في العمل وبيعها حسب السعر الرائج في الأسواق وكانت اعمالي عبارة عن إكسسوارات بمواد بسيطة حسب المتوفر من المواد الخام.

وبعد وضوح مستقبل أولادي أطلقت مشروعي (ربا وندى)، مشروع خاص لعرض الأعمال اليدوية والشموع التي شاركنا بها في بازارات في محافظة طرطوس.

أحلامي تحققت من خلال أولادي ولا اجد أي منغص لي في الحياة إلا ما يعيشه المجتمع بشكل عام خاصة وأنني استطعت أن أعيش مشروع الحياة بطريقة غير تقليدية فلم أرضَ أن أكون سيدة للمنزل فقط , فالفراغ قاتل والنمطية تقتل الإبداع،

وأرى أن المرأة حياة وطاقة لا حدود لها.

هدفي لم يكن لتحقيق حلم بل استمرار الحياة بهدف ودائماً أقول أن الحياة جميلة تستحق أن تعاش ومهما بلغ القبح بالحياة الجمال موجود بأصغر الأشياء علينا أن نفتش عليه حتى نراه.

كلمة أخير أحب أن أقولها لكل سيدة, لا تعيشي للآخرين فقط عيشي للحب ولشيء خاص هو لك ومن دون أنانية  كوني امرأة تعيش بالحب فهو  طاقة الحياة.. وهو  كل الفن والجزء الملآن من الكأس الذي يجعلك مميزة وقادرة على الإبداع.

زينة وجيه هاشم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار