الوحدة 22-12-2020
أقام المركز الثقافي العربي في قرية بكراما محاضرة تربوية بعنوان: التكامل التربوي بين البيت والمدرسة ألقتها السيدة مريم خيربك، وقد أشار بداية الأستاذ قيس صالح مدير المركز الثقافي في بكراما إلى أهمية هذه العلاقة وضرورة توطيدها وتطويرها بشكل دائم ومستمر للوصول الى نتائج سامية ترتقي بالطفل بكافة المجالات.
وقد أشارت السيدة مريم في مستهل حديثها إلى البيئة التي ينمو فيها الطفل حيث يولد في عالم يكتنفه الصراع، وعليه أن ينمو طبقا لهذا الجيل البيولوجي الموزون الذي يمتد ليشمل نطاق الفهم البصير لذاته ولغيره وبالتالي لقبول ذاته وقبول غيره، وبما أن الكبار هم الذين يسيطرون على البيئة ويتحكمون فيها ويعكسون هذا السبيل دائماً بإصرارهم على صب الطفل في قالب معين ومسالك خاصة فإن هذا ما يضع الطفل في معضلة ومتاهة تقضي في آخر الأمر لإعاقة نموه، ولذلك فإن البيت والمدرسة هما قوى هامة في الإبقاء على هذا الانشقاق، والمشكلة الملحة في التربية هي الوصول إلى طريقة تمكننا من تغيير المدرسة والبيت بوسيلة هامة لكي تنسجم أفعالهما وتتناغم مع الحقائق المعروفة عن السبيل البيولوجي، حينها يستطيع الطفل أن يكتشف قدراته الموروثة وينمو بأطلاقه لطاقته الطبيعية في شتى أوجه نشاط الحياة، حيث يأتي دور المدرسة وهي المؤسسة التربوية النظامية والمسؤولة عن توفير بيئة تربوية للمتعلم تساعده على تنمية شخصيته في جميع جوانبها العقلية والجسمية والانفعالية والاجتماعية بشكل متكامل إضافة لتوفير فرص الإبداع والابتكارات للمتعلم، ولفتت خيربك أنه من اهم وظائف المدرسة الاهتمام بتنمية شخصية الطفل من جميع جوانبها العقلية والخلقية والاجتماعية، والاهتمام بالتركيز على حاضر الطفل من جميع جوانبه ونقل التراث الثقافي لجيل الصغار وتبسيطه.
وأشارت إلى اهمية الأسس التي يقوم عليها التكامل بين البيت والمدرسة وضرورته لتحقيق النمو الطبيعي للطفل، وفي تحقيق الأهداف التربوية، وتجنب الصراع، بالإضافة إلى أن التكامل يقلل من الفاقد التعليمي في العملية التربوية.
كما وأوضحت عدة مجالات يتجسد فيها التكامل بين البيت والمدرسة منها: نظام اليوم المفتوح حيث أن معيار التعاون الناضج بين البيت والمدرسة يكمن في مدى خلق الثقة المتبادلة بينهما كما وتتمثل في قدرة كل منهما على الاستجابة للمطالب التربوية، أيضا الاجتماع الشهري للآباء وبرامج تثقيف الآباء والأمهات، مؤكدة أن تنمية القوى البشرية تسبق في الأهمية تنمية الموارد المادية وتسبق كل إصلاح اجتماعي ذلك أن القوى البشرية شرط ضروري لكل نمو في الموارد الاقتصادية منوهة بأن المعلم هو القيم الأمين على تراث المجتمع والمجدد الأكبر والمعزز له، حيث أن اتصال المعلم بالتلميذ يتسم بأنه ذو أهمية حاسمة لأن الاستجابة تؤثر على التلميذ أما سلباً أو إيجاباً، والمعلم الذي يستطيع التعرف على مشكلات التلاميذ وتحديدها بالتالي يعرف كيف يساعدهم ويوجههم، ولذلك على المعلم أن يحب تلاميذه بإخلاص لأن هذه المشاعر نحو الطلاب تعتبر ضرورة للتدريس الفعال ولتحقيق العلاقات الصحيحة داخل غرفة الصف، ونوهت أيضا بدور الأسرة لافتة أن للأسرة وظيفة اجتماعية هامة حيث أنها العامل الأساسي في صبغ سلوك الطفل صبغة اجتماعية وتكوين شخصيته مستقبلا وتوجيه سلوكه، وهي المسؤولة عن خلق جيل من الأبناء وتشكيله وتقديم أجساما صحيحة وعقولا مدربة واتزاناً عاطفياً، مؤكدة أن أسس تكوين شخصية الطفل تصنع في سنوات ما قبل المدرسة حين يكون في حضن أسرته ، ولفتت في نهاية حديثها بأنه يتوجب على المدرسة الاهتمام بعقد لقاءات فردية مع الآباء اضافة لمجالس الأولياء لحل مشاكل أبنائهم وتخصيص يوم لتكريم الآباء والأولياء الذين يساهمون مساهمة إيجابية في مجالس الآباء والمعلمين.
سناء ديب