بين الشط والجبل وجع يصهل في الخاصرة

الوحدة 17-12-2020

 

ذاكرتي أركنتها إلى النسيان، فلطالما جعلتني أتقلّب على فراشي، دون أن يواطئني النوم، وكم بنيتُ قصوراً من أحلام، عجنتها بتراب الوهم، فانهارَ بناؤها على رأسي..

آه، كم عذّبني سهر الليالي، ولك أن تتخيّل حجم الألم الذي لا غنى لك عنه.

×××

صور تتراقص أمام عينيّ، وثمة صوتٌ يهرول في المدى، وأراني أغرق في كآبتي، والألم يشقّ رأسي إلى نصفين كأزيز منشار في غدوه والرواح..

×××تسللت خيوط الفجر الأولى، وجفوني ما تزال مثقلة بالتعب والإرهاق… قلب، يقفز فوق جدار صدري، ويموسق دقّاتٍ موجعةً..

حاولت أن أرصف كلماتي، فابتلعتني غصّة، غيّبت عني لحظة فرح كادت تتشابك وصياح ديك جارتنا المفتون بصراخه الذي لا يهدأ من بعد منتصف الليل وحتى منتصف النهار، إنه دائم الصراخ، وله الحقّ في ذلك، فليس في خمّه دجاجة واحدة تؤنس غربته..

×××

عاد قلقي ينهمر انهمار الصدى، وأخذ وجعي يصهل في خاصرتي، وثمة ندم يعربش على زمني الغابر، وراح يجلدني بسوطه الأفعواني.

×××لملمت أوراق انهزامي، وعبرتني قوافل من حنين، حنين إلى كل منعرج في (فديو، قريتي).. استحضرت (الفوّار) و(سوسو) و(سفح الجرينات)، وقرية تدعى ياسين..ثم انسفحت جنوباً حيث (نبع البارد) وحماماته الصغيرة والكبيرة.. أتعبتني ذكرياتي التي ظننت انني أركنها للنسيان، غير أنّها راحت تتساقط من حولي كحبّات ضوء، وأراني أهيم في وحشة من عراء.

×××

وقفت على عتبات الصدى، ثمة ضباب يلتحف وجه الصبح، في حين راحت بعض الغمامات تتثاءب فوق خدّ الريح، وترحل مرتدية معطفاً من رماد.

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار