الوحدة 17-12-2020
قل لي، أيها الموقد، من نفخ النار فيك أيام الشتاء من دون كلل؟
قل لي أيها النبع، من ملأ الجرار من مياهك السلسبيل؟
كلاهما أجاب: الأم
“رسول حمزاتوف”
قل لي، من أرضعك لبن العيش، حتى غدوت
غصناً صلباً في شجرة الحياة؟
قل لي، من غطّاك بروحه كي لا تبرد
ومن ساهر النجوم، وهدهد نومك بالأغنيات؟
قل لي، من بكى بلوعة وحرقة جثامين الشهداء
العائدين من ميادين الحروب؟
من التاع قلبه على غيابك، وفي سفرك؟
قل لي، من احتضنك كزهرة بين ضلوعه
وخبأك في سويداء القلب، وصيّرك
نبضاته التي لن تفارقه مدى العمر؟
قل لي، من نهاك عن الوقوع في أفخاخ الحروب؟
الكل أجب: الأم..
قل معي… قولي معي.. قولوا جميعاً: كل عام وأنت بخير
يا أمّنا الباسمة كالحب.. الوادعة كالنجوم
“كم هو صعب الإيمان بالثلج في ذروة الصيف!”
عباس كيارستمي
شاعر ومخرج إيراني
ما أكثر الأشياء التي نؤمن بها في ذروة حماقتنا!
يؤمنون بالوطن ويغتالونه! يؤمنون بالحب ويغرزون خناجرهم
في صدره! يؤمنون بالشمس ويرشقونها بحجارتهم!
من يرتدي في الصيف معطف صوف لابد سيختنق من الحر الشديدا
* * *
“والشمس في كبد السماء مريضة والأرض واجفة وأن حصرت تمور”
“أبو الطيب المتنبي”
كم من القرون مرت.. والشمس في كبد السماء مريضة؟!
شاعرنا المتنبي.. إذن.. المشكلة في الساكنين تحت سقفها:
هذه الأرض الخائفة في كل العصور تترقب بخوف وحذر
ظهر الأشرار والقتلة.. أرضنا الآن تمور بالقتلة
والذئاب.. نتبدل الوجه.. غير أن الناس يتجددون
ومنهم يولد القتلة والأشرار..
مؤكد يا متنبي أن الشمس في زمنك لم تكن مريضة
في كبد السماء بسبب تزاحم الغيوم..
وأن الأرض لو كانت تمور بالأزهار لما وقفت خائفة!
مؤكد يا شاعرنا القتيل أن من قتلوك
هم أجداد القتلة الجدد على هذه الأرض
بديع صقور