الوحدة 16-12-2020
إن كانت المادة غير متوفرة فهذا أمر يمكن تحمّله, وإن كانت العلّة في القائمين على توفيرها وتوزيعها فيجب أن يحاسبوا, اللهم إلا إذا فوجئوا بقدوم الشتاء في غير أوانه!
ترتيب الأولويات في عملية توزيع مازوت التدفئة ركب موجة (العواطف), والتي اتخذ منها البعض (درعاً مقدساً) لا إيماناً بـ ( قدسيته) وإنما هروباً من مواجهة الحقيقة..
الكهرباء خارج حسابات الدفء, والغاز على (ألعنين) والـ (100) ليتر مازوت الموعودة, والتي خططنا أن (نرشّها) على (ليالي كوانين) الطويلة قد نستلمها مطلع الصيف القادم!
من حسن حظ (القانطين) أو الذين يكتفون من المنصب باسمه وكرسيه, أن شمّاعة جديدة أصبحت قيد التداول وهي ما أطلقوا عليه اصطلاحاً (القرى المحروقة)!
المسألة لا علاقة لها بإخوتنا وأهلنا في هذه القرى, وقد كنّا أكثر من طالب بدعمهم للعودة إلى حياتهم الطبيعية وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم, ولكن ما علاقة الـ ( 100) ليتر مازوت؟ أم أن ركوب الموجة أصبح تقليداً إدارياً متبعاً؟
وهل يعني هذا أنه لو لم تحترق أراضيهم لما كانوا قد نعموا بالـ (100) ليتر مازوت, ألم يكونوا قبل (الحرائق) على خارطة سادكوب ولجنة المحروقات؟
المشكلة ليست فيما طرأ على أرض الواقع (الحرائق) وليست بـ (الأولويات) التي أشرنا لها (ذوي شهداء, جرحى, القرى الأشد برودة) وإنما في إدارة هذه العملية, أو في عدم وضوح الرؤى للذين يقومون عليها.. ذوو الشهداء, والجرحى, والأكثر برودة, والقرى قبل أن تلصقوا بها صفة (المحروقة) كلها موجودة على خارطة المحافظة, وكلها مشمولة بحسابات التدفئة, ويفترض أن تكون حصصها إضافة لأهالي المدن متوفرة قبل حلول الشتاء, وكانت تجربة العام الفائت جيدة جداً, حيث تم توزيع الدفعة الأولى, ريفاً ومدينة, قبل حلول الشتاء.
أمر آخر لا يصح أن نقفز فوقه حين الحديث عن (الأكثر برودة)، فابن الجبل العالي قد يجد في درجة الحرارة (10) دفئاً, بينما قد يجد ابن المدينة درجة الحرارة (20) برداً, أي أن كل شخص هو ابن بيئته, والبرد قاسم مشترك بين من يسكن جانب البحر ومن يسكن في أعالي الجبال، والكل بحاجة لمازوت التدفئة.
أيضاً, لا يصحّ منطقياً, أن يدخل صهريج إلى (حارة) ليأخذ جريح أو أسرة شهيد المازوت دون غيره, فالكل يبرد, وكلنا نطالب بدعم ذوي الشهداء والجرحى لكن ليس بهذه الطريقة, وإنما بشكل يخاطب العقل, ولا يحدث ردات فعل سلبية لدى الآخرين, وإن استغربتم ما نلمح له, فاعذروني.. أنتم خارج الواقع!
يمكن أن ندعم ذوي الشهداء والجرحى بتخفيض سعر المازوت المخصص لهم, أو بزيادة الكمية المخصصة لهم, لكن أن يكون ذلك على حساب حرمان الآخرين فحتى هم لا يرضون بذلك…
لا أحد يزاود علينا في هذه الموضوع, فالمسألة تتعلق بحاجة أساسية لجميع المواطنين, ولا تستقيم المعادلة بالطريقة التي تفكرون بها..
لن نطيل, ولكننا ننتظر, فلا بد أن (نتدفى) ذات يوم.. وللحديث بقية!
غانم محمد