رقــم العــدد 9304
4 آذار 2019
حتى الآن لم تقيّض الصدف لكثيرين رؤية الخمسين ليرة سوريّة (المعدنيّة والورقيّة) الجديدتين، لأنّ المستبدل منهما لم يغط بعد حاجة التعاملات اليوميّة لوحده، ولهذا عدّة أسباب، يُعزى أهمّها إلى عدم طرحهما مباشرة للتداول واعتماد المركزي الاستبدال للقديم بالجديد بدل الطرح المباشر في السوق، ضمن سياسة تبديل طويلة الأمد.
والخمسون الهرمة ما زالت بكل تقوسّات العمر على ثناياها وعبثية الإبهام والسبّابة على أطرافها، حاضرة مع هموم المواطن السوري المثقلة بتذبذبات القوّة الشرائيّة حتى وصلت إلى ما هي عليه، طبعتان قديمتان يذكرهما الجميع واحدة جرت في الـ 1996، والثانية في الـ 2009، حيث كانت تتحدّث في السوق ويعتد بها في جيب المواطن السوري، وعندما تدنّت قيمتها اليوم إلى ما هي عليه، تحوّلت لتتصدّر التعاملات البسيطة من أجرة سرفيس وباص نقل داخلي إلى كيس شيبس وفك عقدة «فكّة» من زبون معنّد لا يتسامح مع بائع، دون أن ترتسم ملامح التذمر على وجوه المتعاملين التي كنا نشهدها قبل كانون الأوّل من 2018 بعد أن أدخل إعلان البنك المركزي الطمأنينة إلى المتعاملين بالإفصاح عن نيّته استبدال العملة الورقيّة المهترئة من فئة الخمسين ليرة سورية بالإصدارات الجديدة من النقود المعدنية، والورقيّة.
بدء عمليات الاستبدال في مركزي اللاذقيّة كان في 24/ 12، لـ3 قطع مهترئة بمعدّل قطعة خمسين جديدة واحدة تستكمل بقطعٍ من فئات مختلفة «100-25» ل.س، فيما عمد منذ بداية شباط الماضي إلى تكثيف الاستبدال «قطعة بقطعة». واشتراطات «المركزي» الثلاثة هي:
-3 أخماس المساحة.
– التوقيعان كاملان.
– أحد الأرقام التسلسلية كامل.
ويحرص المركزي على استرداد نقوده المهترئة القابل منها للاستبدال بشروطه ، وغير القابل لذلك من دون شروط، وذلك للتحكّم بالمعروض من جميع الفئات ولا سيما فئة الخمسين حديث الساعة، لاعتبارات عدّة أولها التضخّم.
غير أنّ مشوار البنك المركزي والوقوف في طابور انتظار لاستبدال خمسين ليرة من مواطن يلهث طيلة وقته لجني قوت عياله، مجازفة لا تبدو تستحق من جانبه عناء المحاولة.
لذلك في اللاذقيّة كان الاستبدال قليلاً ألف قطعة كحدٍّ وسطي في اليوم، هكذا يوحي المنظر لمراقب الكوى من بعيد، ألف قطعة ليس بالرقم، ولا يمكن حيال هذا للمركزي إصدار قرار يحدد بموجبه مدّة سريان الاستبدال، على غرار قرارات أخرى، قد تلجأ إليها جهات بعينها للتسريع في تنفيذ إجراءاتها، الأمر المختلف كلّيّاً كون سياسة (المركزي) باسترداد عملته من السوق لا يمكن أن تتم بقرار إلزامي لجهة جمعها وإيصالها إلى خزينته، والتعويل على حنكة التدبير في بعض مصادر الفراطة الأكثر تعاملاً كمحطّات الوقود والكراجات، ويمكن من خلال منافذ بيع كثيرة أن يقوم المركزي باستكمال الخطوات التي اتّخذها في عداد الاستبدال مالم يكن يعمل على الموجة الطويلة حتى يستكمل استبداله التدريج لرقم تقديري يقارب المسجّل لديه عن إصداراته لفئة الخمسين، وتموت تلقائيّاً الخمسين المهترئة غير المشمولة بشروطه.
يذكر أخيراً أنّ العملة المعدنية الجديدة على وجهها الأول شعار الجمهورية العربية السورية وتاريخ السك، وعلى الثاني صورة لضريح الجندي المجهول وقيمة الفئة، أما الطبعة الورقية الجديدة فبقيت على حالها من دون تغيير .
خديجة معلّا