رقــم العــدد: 9304
4 آذار 2019
شريط متماوج الخضرة يفترش جنوب مدينة اللاذقية، على امتداده تقع البصّة القرية الوادعة التي يستلقي رأسها على شاطئ البحر، وتتكئ أرجلها على طريقي «اللاذقية– دمشق» القديم والجديد، تبعد عن مدينة اللاذقية 8 كم وترتفع عن سطح البحر40م، يحدّها من الغرب شاطئ البحر ومن الشرق بلدة الهنّادي وساقية الحمي ومن الشمال أوتوستراد اللاذقية – دمشق ونهر الكبير الشمالي، ومن الجنوب: الهنّادي وفديو، ويتّبع لها مزارع: (الجركس– الشرشار– شيخ الحمي– السمهانية) ويخترقها طريقا دمشق– اللاذقية القديم والجديد، وتضم العديد من المراكز الخدمية العامّة.
في مركز خدمات البصة يوجد مدرستان ابتدائيتان (إعدادية– ثانوية) ومقسم هاتف ووحدة إرشادية، جمعيتان فلاحيتان، وتشتهر بزراعة الحمضيات ومختلف الخضار الباكورية وفيها الكثير من البيوت البلاستيكية ومشاتل الغراس المتنوعة الخاصة التي تصدّر شتولها إلى مختلف المناطق ويقوم بعض الأهالي بتربية النحل والأغنام والأبقار.
البصّة قرية كبيرة تنتشر على مساحة جغرافية واسعة، عدد سكانها نحو 25 ألف نسمة بينهم نحو 3000 مهجّر أغلبهم من محافظة إدلب ويوجد فيها الكثير الكثير من المنشآت الزراعية والصناعية الخاصّة والورشات المهنية (مشاتل زراعية، معامل ألبسة– حدادة– نجارة– بلوك– توضيب حمضيات) يتم إرواؤها بمياه الشرب من خطوط جر مياه السن، وإرواء أراضيها من شبكة ري سد 16 تشرين، وهي مخدّمة بالهاتف وشبكة الانترنت، وفيها فرن خاص واحد، وتحتاج إلى افتتاح فرن عام لتخديمها مع مزارعها، وافتتاح مستوصف لتخديم العدد الكبير من السكّان، إضافة إلى حاجة المنطقة الماسّة إلى مركز ثقافي مستقل لرعاية فعالياتها الثقافية والتعليمية والخدمية والحزبية.
صرف مكشوف عند ساقية «الحمي»
* أمين الفرقة الحزبية: عدنان ديّوب يقول: القرية مخدّمة بالصرف الصحي باستثناء بعض الحارات مثل حارتا: السلاقنة والشرشار وقسم من مزرعة السمهانية ومن حارة العمارة.
وهناك جزء من الصرف الصحي مكشوف عند ساقية «الحمي» والمطلوب إكماله بالقساطل وتنفيذ تخديم بقية الحارات، حيث يعتمد الأهالي على الجور الفنية وخطوط الصرف المكشوفة، والقرية بحاجة ماسّة إلى صيانة الإنارة الشارعيّة وتركيب أجهزة جديدة كونه لم يتم صيانتها منذ خمس سنوات، ونطالب بتفعيل دور المؤسسة الاستهلاكية، وبناء مدرسة ابتدائية في حي العمارة لتخفيف ضغط الطلاب عن مدارس القرية، ورفع سور الثانوية وخاصة باتّجاه بستان «طعمان»، وإشادة بناء لائق لمقر الفرقة الحزبية، وإحداث مكتب بريد في مركز هاتف البصة وصرّافين آليين للمصرفين التجاري والعقاري لتخفيف العبء عن الأهالي وتخفيف الضغط عن صرّافات المدينة، علماً أنّ الشبكة الكهربائية قديمة وتعاني من الأعطال المتكررة وهي بحاجة إلى صيانة دائمة لاسيما أنّ هناك أكثر من خط لتغذية القرية بالطاقة الكهربائية بعضها أعطاله قليلة والسرقات وزيادة الأحمال والمطلوب قمع السرقات وتوزيع الأحمال بشكل عادل وحسب الكثافة السكانية.
* مختار قرية البصة نوح علي نوح يقول: الطريق الرئيسي إلى القرية إضافة إلى الشوارع الرئيسية والفرعية بحاجة إلى استملاك أرصفة وتنظيف وتوسيع وتعبيد لوجود الحفر والخنادق الكثيرة التي تعيق حركة المشاة والسيارات إضافة إلى الطرق الزراعية من القرية وإلى البحر تحتاج للتنظيف والتعبيد كون الغبار المتصاعد منها يسبب الأذى للحمضيات والخضار، والقرية بحاجة إلى افتتاح خط نقل داخلي نتيجة قربها من المدينة وعدد سكانها الكبير مع مزارعها ويوجد في البصة 8 معتمدين لتوزيع مادة الغاز حيث تم تخصيص 50 جرة لكل معتمد خلال التوزيع الواحد ما أدّى لتفاقم المشكلة بسبب الضغط السكاني الكبير من المقيمين والوافدين، وأهالي القرية يطالبون بإيجاد حل عادل لمشكلة تسويق الحمضيات في المنطقة بشكل عام، والأراضي في القرية غير مفرزة إلى 2400 سهم ما يؤدي إلى عدم استطاعة الأهالي الحصول على رخص البناء وصعوبة الإرث من الآباء إلى الأبناء والأحفاد ، ويوجد في القرية إشارة استملاك سياحي منذ عام 1976 شملت أكثر من 3000 دونم من شط البحر بطول 1500م باتجاه القرية وضمن هذه المساحة حوالي 65 ألف شجرة حمضيات و250 ألف شجرة حراجية (سرو– كينا– أكاسيا) والعديد من البيوت الزراعية، ومنذ ذلك التاريخ لم تقدم أي خدمة أو تطوير لها، وتم كف يد المزارعين عن التصرف بها ما أعاق عجلة الحياة ولاسيما البناء والاستقرار، حيث تم الاستملاك ولم يتم إشادة المنشآت السياحية، وجاء القرار معرقلاً لسكان المنطقة ناهيك عن الظلم والإجحاف في بدل الاستملاك، إذ تم دفع ثمن المرحلة الأولى بسعر زهيد متدنٍ جداً، فبعد ثلاثين عاماً وضع رسم أمانة بالبنك المركزي مبلغ 7000 ل0س للدونم الواحد وبفائدة 10% حيث وصل سعره بالنهاية إلى 20 ألف ليرة حالياً، بينما يقدر سعره الحقيقي حالياً بمئات الآلاف، كما أن البصة قدمت 120 شهيداً ونحو 100 جريح أغلبهم من ذوي الإصابات الخطرة (بتر أطراف– شلل– إعاقة).
نقص الكادر التعليمي بمدرسة القرية الابتدائيّة
* مدير ابتدائية الشهيد ياسر جلعود، محمد بالوش يقول: هناك مشكلة مؤرّقة تعاني منها مدارس القرية وهي نقص الكادر التعليمي، وإعادة النظر في بناء المدارس القائمة بشكل عام والملاحق التي تعاني من تهالك كبير في جنباتها والعمل على تعبيد باحات المدارس لردم الحفر التي تؤدي إلى إصابات دائمة بين الأولاد والمعلمات وصيانة دورات المياه التي مضى على إنشائها أكثر من 30 عاماً، وأغلبها معطل تماماً وترميم السور الخارجي وسد الثغرات الكبيرة فيه.
دخان ملوّث وغازات السامة
* السيدة «غ– ج» تقول: وجود مكب البصة في المنطقة وبين الأراضي الزراعية يسيء لها بشكل عام ويساهم في تلويث المياه والتربة والهواء والحمضيات والثمار والخضراوات، وحين يتم حرق النفايات في المكب وخاصة (البلاستيكية– نايلون– مخلفات طبية) ينتشر الدخان الكريه والملوث والغازات السامة والهباب و»الشحّار» ويتراكم على المنازل والأشجار والثمار والخضراوات ويؤدي إلى تلوث «بيئي– زراعي» ومياه جوفية، كما أنّ وجود المكب أدّى إلى تكاثر الحشرات المؤذية بشكل مريب ومخيف ما أدى إلى انتشار العديد من الأمراض السارية والأوبئة والأمراض المعدية وخاصة الأمراض السرطانية والمستعصية، ووجد الكثير من إصابات اللاشمانيا المعنّدة، إضافة إلى انتشار عدوى القمل التي استخلصت في المنطقة وخاصة بين الأطفال وطلاب المدارس التي تتابعها مديرية التربية باللاذقية حالياً..
والمطلوب إيجاد حل جذري ودائم لمكب البصة وتزفيت الطريق العام المؤدي إليه.
منى الخطيب