واقع الطفل…

الوحدة : 3-12-2020

لا يُعاني الطفل من ندرة البيئة الجميلة وقلة وسائل التسلية والترفيه والتثقيف والتعرف الحقيقي على وطنه وضعف تخطيط الأنظمة التربوية فحسب، بل إنه يعاني أيضاً بشكل رئيسي من مجموعة كبيرة من صور المشاكل الأساسية التي تهدد وجوده كبشر وتنسف حقوقه وتمحو سويته الإنسانية، و من أبرز تلك المشاكل:

– التباين الواضح والتضارب الصارخ في موضوعات الحضانة والصحة والتعليم والحوادث والكوارث الطبيعية والحروب وعشرات المواضيع الأخرى المتعلقة بالطفل الذي يقع على عاتق المجتمع أمر حمايته ورعايته.

– الموت جوعاً ومرضاً حيث أن سوء التغذية عند الأطفال يتخذ طابعين متناقضين يُؤديان إلى نفس النتيجة فهو ناجم عن التخمة وأمراضها في بعض الأمكنة وعن النقص وتأثيراته في أمكنة أخرى.

– تطوير رياض الأطفال كون الطفل الذي يُقدر له أن يصمد بوجه المرض في هذه الظروف الصعبة ويتجاوز سن الرضاعة بسلام يحتاج بالفعل إلى حضانة أو روضة تساعده ووالديه في تحقيق شعار التربية قبل المدرسة مع عدم إغفال ضرورة تجهيز الرياض وفق أُسس ومناهج الآلية التربوية السليمة.

– الإعاقة التي تتزايد يوماً بعد يوم سواء الإعاقات الجسدية أو العقلية أو النفسية نتيجة لعدة أسباب منها انخفاض الوعي الصحي عند الأسر الفقيرة وصولاً إلى غيابه التام وتراجع وسائل الخدمات فضلاً عن عدم كفايتها والجهل بكيفية التعاطي مع المعاقين وبكيفية تجنب حدوث الإعاقة في المجتمعات، ويمكن القول باختصار بأن هناك حشداً كبيراً من الأطفال المعاقين بمختلف أنواع الإعاقات التي تكبر معهم نتيجة هذه الظروف القاسية التي عصفت بالبلاد والعباد على مر الأيام الماضية.

– تجارة الأطفال بكل ألوانها وصورها والتي بدأت تطفو على السطح وتظهر للعلن بكل أشكالها وأساليبها.

– التشرد المعروف بمعناه التقليدي إضافة إلى التشرد الناجم عن الكوارث والزلازل جراء سوء التخطيط وعدم الحذر والحيطة تحسباً لوقع  المفاجآت، وهذا يُبين وضع الطفل البائس حين يتقدم الآخرون لمساعدته. 

– التشغيل المُبكر بأجور منخفضة وظروف غير لائقة صحياً ولا أمنياً ولا حتى قانونياً.

– فقدان الشخصية التي يُعاني منها الطفل نتيجة القمع والاتجاه التسلطي في التنشئة ضمن اتجاهات غير سوية أخرى مما يؤدي إلى عدم تنمية شخصية الطفل.

– شبح الحروب التي يُعاني من هولها الأطفال في العديد من الأماكن وهذه الحروب تُسبب فقدان ألق الطفولة وبراءة الصغار كونها تُهدد الأجيال القادمة بمجموعة خطيرة من الأمراض العقلية والعُقد النفسية و ترسم صورة كئيبة للمجتمع في قادم الأيام. 

في صميم الاعتقاد و صريح القول فإن الحل الجذري والمفتاح الحقيقي لمشاكل الطفل وبالتالي لمُشكلات المستقبل يعني في جوهره الرغبة في الحفاظ على الذات، ومواجهة كل مشاكله بصراحة ووضوح وحزم وعزم دون أن يكون ذلك حُلماً في غير أوانه.

د. بشار عيسى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار