الوحدة 1-12-2020
خارجاً من شرفة العمر ألملم ارتباكي, أرتعش كأغنية تبعثرت في تيهها، أمضي إلى دفاتري الفارغة حتى من أحلامها وقد أتعبها خواء المكان والزمان. أتحسس نبض كلماتي فتتراكم الحروف على شفتي ويجهش حنيني.
×××
بي شوق لشروق يأتيني, راحت عيناي تلهثان خلف عينيّ وبدأت أسمع لقلبي نشيجاً يتماهى في بهاء الوجيب, فيستفيق حلم ما وتسوح أصابعي بين خصلات كلمات قلتها ذات عمر.
×××
أتشهى حضورك فأرسمك قصيدة تطوف سحائبها على هضاب الروح, وتهرول حبّات مطرها في حواكير الضلوع فألوذ بصمتي إلى صمتي وأنا الذي يعلم أن الجحيم هو غياب الآخر، فرحت ألملم ذكرياتي فلربما قدرت أن أعيد خلق حلم توارى.
×××
أقمت فوق جدائل الماء مهرجاناً للفرح، دعوت الينابيع والسواقي والأنهار, الطير والدواب الحور والصفصاف وأشرت لريح يلذّ لها العبور: أن قفي هاهنا ثم اشهدي عرس الأقاح.
×××
يحتويني الآن صوتك, يفتح نوافذ للحنين، وجهك يتأبط أشواقي واشتياقي, يعري قلبي من دقاته ويغرد أشرعة اللقاء.
×××
مفتوناً رحت أرتب صباحاتي, يداهمني ضياع علمني كيف أرقص فوق شفاه متعبة. ذكرني زوربا والبحر. قال لي: حين يستبد بك صقيع الوحدة وتغرق في اجترار التفاصيل الصغيرة وتدهمك الحيرة عليك بالرقص، فالرقص يقتل الذات وعندما تقتل الذات لا يتبقى مانع يمنعك من الاتصال بالله.
سيف الدين راعي