الجودة..

الوحدة 1-12-2020

 

 الجودة صارت لغة العصر في أي إنتاج، ولكل عمل ناجح مقاييس وشروط تحكمه في النوعية والجودة، المنتج المتميز هو الذي يحقق تلبية أذواق المستهلكين والتسويق والربح وفق المعايير الدولية، وتشكل مستويات الجودة التحدي الأكبر أمام المنتجات وحركة انسيابها في الأسواق في ضوء التزاحم السلعي والخدمي والتنوع الكبير في العرض والطلب.

 أساس الجودة هو رضا الزبون وتعطي الثقة بأن المنتج جيد وخال من العيوب ويكسب رضا العميل الذي هو الهدف المنشود ويؤمن خلق منافسة حقيقية للمنتج السوري، ومن أبرز صعوبات تسويق المنتجات الزراعية والغذائية والصناعية انخفاض جودة وسلامة ومواصفات السلع من الأغذية والأدوية والصناعة والألبسة وفي شركات القطاع العام والتعليم والسياحة ما يعيق انسيابها إلى الأسواق الواعدة.

 الجودة تلبي المتطلبات وتحقق الرضا وتتناسب مع الإنفاق وتؤدي إلى تقدم المؤسسة الصانعة وتطوير أعمالها بما يعود بالنفع على جميع الأطراف، وقد أحدث مكتب شؤون الجودة في رئاسة مجلس الوزراء أواسط عام 2018 بهدف ضبط وتنظيم مواصفات وجودة المنتج السوري بشكل يتطابق مع أفضل المعايير والمقاييس الدولية، ولنشر علوم الجودة والسلامة والأمن في انتاج الغذاء والدواء ودعم التصدير ونشر ثقافة جودة الأداء للوصول إلى سلامة الغذاء، حيث أن الكثير من السلع السورية تمتلك سمعة عالمية حسنة تمتد لسنوات في الأسواق الدولية ومشهود بجودتها عالمياً (الصناعات التحويلية- الغذائية- زيت الزيتون- القطن- صابون الغار- السجاد- التبوغ- الزيوت العطرية) ومواكبتها للتطورات العالمية في اتباع أفضل وانظف الطرق الحديثة في الانتاج والتعبئة والتغليف والحفظ والتسويق.

 الجودة هي تلبية أذواق المستهلكين، علينا دعم كافة الجهود للارتقاء بالمنتج السوري وتعزيز وجودة في السوق كماً ونوعاً ونشر ثقافة الجودة والانتقال من النظرية إلى التطبيق، والعمل وفق معايير منظمات توصيف وقياس الأداء وأدواتها في مجال الجودة واعتماد نظام الممارسات التطبيقية الجيدة ونظام تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة وتعزيز خبرات العاملين في الحقول الإنتاجية المختلفة والتعرف على القواعد والأسس الصحيحة في تعزيز جودة المنتج السوري والإسهام في زيادة صادراته.

 علينا تطبيق معايير الجودة بشكل فعلي على أرض الواقع خوفاً من تحول نعمة فائض الإنتاج إلى نقمة واعتماد الجودة كمنهج عمل في مختلف المؤسسات العامة والخاصة وإعداد البنى التحتية للجودة بما يتفق مع المعايير الدولية.. فإلى متى ستظل الجودة مجرد نظرية وشعارات لم ترتق إلى حيز التطبيق..؟!!

 نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار