على بعد خفقتين

الوحدة : 26-11-2020

أناديكِ.. فتتعبني أنفاسي الهرمة، وأسكب وقتي على تخوم الحيرة، أفترش رصيفاً ناحباً، وألتحف خوفي إذا ارتدَّ النداء كسيحاً وموجعاً.

أعرف أنه في البعد تلتهب الأشواق، وأنني لطالما اكتويت بوهجه، فأدركت أنني كما قيل- : (زارع الريح يحصد العاصفة).

فأويت إلى صيحتي، تاركاً لساني يستريح في فمي وغمرتني رائحة التراب المندىَّ بأول دمعة غيمة عابرة.

  ×××

تعرّت أيامي من زرقتها، ورأيت أحلامي تتعثّر بظلالها، وبكت قطرة من دمي فارتجفتُ.

أطلقت صوتي في رماد الأمكنة، وتيقنت أنَّ ثلاثة أشياء لا تنتهي:

1- أنتِ 2- والحب 3- والموت.

فتدفقت جراحاتي في شراييني ورأيتك على بعد خفقتين تنامين داخل جرحي.

×××

تزحمني القصيدة فأكتب: (هو العمر يمضي، وكنتُ الوحيد المعذَّب ألهو بهميّ، أروح أجيء … أجيء … أروح، وبعض الدروب إليك قصيٌ، وبعضٌ محال، فأسند رأسي إلى بعض صدري وأحلم.. أحلم .. ما زلت بعضي) وكلُّك مني، فأبسم كالضوء حين انبلاج النهار).

×××

تفيأت ظلي. وحرقتني رعشةُ صوتٍ أتاني، يطلب إلَّي أن أمسح دموعي من محاجر خيبتي وأن أجلو كآبتي، وأن أرقب باقة ضوءٍ تهلّ والفجر.

سيف الدين الراعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار