أحلام خريفية

الوحدة: 22-11-2020

 

ها هو الخريف يهل علينا من جديد، يقبل ببرده وغيومه وبعض من الكآبة.

ربما مع قدوم الخريف تساورنا جائحة الحنين، ندخل في غيوبة من السكينة تحملنا إليها ندوب الذاكرة البارزة على أرواحنا، ولا فكاك منها مهما حيينا.

نقف خلف نافذة الصباح نرقب حزن الأوراق الصفراء وهي تغادر حضن الأشجار حسرة.

نلتحف ببعض من ذكرياتنا الجميلة ليسري في قلوبنا دفء عميق، نحن أحوج ما نكون إليه في لجة الحزن التي تعتري النفوس في زمن كئيب.

هل يشبه تساقط الأوراق الصفراء خسارتنا لكثير ممن سكنوا قلوبنا يوماً؟!

هل هي خسارات تدمي العين أم هي خلاص للروح من أعباء ثقيلة تعلن بداية مرحلة جديدة على دروب السعادة؟!

هو ذا الخريف يعلن بلا قدوم المطر كما يعلن ولادة جديدة للدنيا قبيل ربيع مفعم بألوان الفرح. هي ذي أرواحنا تغتسل كما العصافير من ماء النهر وبعض من نور هارب من قطعان الغيم.

أفكار ومشاعر كثيرة تسكن دواخل الصدر تحملنا بعيداً، ربما لتريحنا من أيامنا المتهالكة وجعاً.

توقد في نهاراتنا بعض من ألم و في ليالينا كثيراً من الحنين وأغماراً من الحب.

هو ذا الخريف يشهر في وجوهنا سيف الذكريات بحلوها ومرها، ويعلونا بعطر وردة حمراء حملتها إلى قلوبنا رياحه المسافرة من ثلج الشمال..

بعض من حب و كثير من لهفة هو ما تحتاجه أرواحنا المرتجفة حزناً في هذا الخريف، في عالم احتله الصقيع، وهجرت أشرعته مواني المحبة.

رغم كل هذا الصقيع وكل تلك الكآبة تبقى أحلامنا صغيرة بحجم وردة، وكبيرة بحجم حب يهدينا إياها القدر ذات مساء خريفي هادئ.

رنا عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار