الوحدة 18-11-2020
معظم البلدات حول العالم المحاذية للمطارات تتمتع بالكثير من الخدمات والرفاهية التي تنسيها ضجيج محركات الطائرات.
ومع بداية الحرب التدميرية على بلدنا العزيز سورية, اندفع نسورنا البواسل للزود عن ترابها, فازدادت الطلعات على مدار الساعة ومن كل المطارات لتحقق النصر تلو النصر وليفرح معها الأهالي الذين قدموا الشهداء والجرحى في سبيل عزة سورية وكرامتها.
وقرية بخضرمو واحدة من البلدات المحاذية لمطار الشهيد باسل الأسد الدولي والتي تم استملاك قسماً كبيراً من أراضيها لضمه أثناء توسيع المطار وقسمت بعدها لقريتين (الفوقا والتحتا) عانت الكثير خلال هذه الحرب الكونية على سورية وقدمت الشهداء وما زالت.
إلا أن لسان حال أهلها تقل لنا الكثير من التقصير وبخاصة في البنى التحتية وشبكة الطرقات ومياه الشرب والهاتف والنظافة.
الصرف الصحي غائب:
العم أبو محمد من مزرعة خربة المغزلانية وجيرانه نقلوا لنا خلال جولتنا معاناتهم من غياب شبه كامل لخطوط الصرف الصحي, إذ يعتمد الأهالي على الجور الفنية وما تخلفه من أضرار بيئية على المياه الجوفية وانتشار كثيف للحشرات والجراثيم وبالأخص عندما تطوف هذه الجور مع العلم أنهم قدموا الكثير من الشكاوى للخدمات الفنية عبر بلدية الروضة (بنجارو) والحل لم يأت بعد.
أما بالنسبة لمياه الشرب فقد مدت الشبكات منذ ما يزيد عن عشر سنوات وحتى الآن نضطر لإحضار مياه الشرب بشكل شبه يومي على الدراجات النارية, لأن الآبار ملوثة بالصرف الصحي كما أكدت لنا مؤسسة المياه عبر تحليل العديد من العينات, بالإضافة إلى أن ضخ المياه عبر الشبكة هو كيفي ويتبع للعاملين في المؤسسة ورضاهم عن مزرعة وأخرى؟!
وخلال جولتنا مع الأهالي لاحظنا عدم وجود حاويات للقمامة مما يضطرهم لنشرها في أماكن متفرقة لتنشر معها الروائح الكريهة والحشرات والقوارض التي تتجمع حولها بكثرة, لذا كانت المطالبة بوضع حاويات بأسرع وقت ممكن حفاظاً على الأراضي الزراعية من التلوث والحرائق.
كما نوّه الأهالي لصعوبة التنقل بين البلدات لقدم الشبكة الطرقية التي لم تلبس أي قميص اسفلتي منذ ما يزيد عن عشر سنوات, وباعتبار معظم البلدات زراعية بامتياز أكد الأهالي على ضرورة صيانة هذه الطرق حتى يتمكنوا من نقل محاصيلهم الزراعية من حمضيات وخضار إلى أسواق الهال, إذ إن فصل الأمطار يحوّل معظم هذه الطرقات التي تمتلئ جورها بالمياه إلى مصائد للسيارات والتي يتكبد أصحابها الكثير من الأموال من أجل صيانتها.
وختم الأهالي مطالبتهم بالإسراع بتركيب خطوط الانترنت من مقسمي جبلة وعين شقاق حسب وجود الإمكانات لأن معظم مناهجنا التعليمية أصبحت تطالب الأهل بمساعدة أبنائهم بالبحث عن مواضيع تهمهم في حياتهم الدراسية.
ختاماً:
حتى يستطيع أولياء الأمور بناء أسرهم لابد من توفير مقومات الحياة الكريمة, بدءاً بالبنى التحتية التي تعتبر من البديهيات, والتي تفتقر لها مزارع وبلدات كثيرة ومنها بخضرمو كما شاهدنا ونقل لنا الأهالي الذين تمنوا على سيادة المحافظ توجيه مديرية الخدمات الفنية لمعالجة مشاكلهم بالسرعة الممكنة.
ماهر محمد غانم