الوحدة : 12-11-2020
على الأرض السورية التي لابديل لها لوضع أسس أي حل للأزمة السورية انطلق في دمشق أمس مؤتمر عودة اللاجئين السوريين، برعاية السيد رئيس الجمهورية وبكلمته الافتتاحية المتلفزة وممثلين لدول صديقة وأخرى يتواجد المهجرون على أراضيها.
وأن تستضيف سورية هذا المؤتمر هو قبل كل شيء واجب وحق سوري لا ينازعها عليه إلا من يعادي سورية والسوريين ويضمر لهم العداء.
لهؤلاء كانت الرسالة الأولى ذات الطابع الهجومي على كل المواقف التي وقفت على الحياد إن لم تكن وقفتها معادية بالأساس لوضع حد لأزمتنا ووضع حد للأزمة يعني قطع الطريق على الأعداء في الاستثمار بالدم السوري عبر تأليب بعضه على بعضه، وأن تقدم سورية على عقد هذا المؤتمر على أرضها فإنها تجدد موقفها الأساس وهو أن لا حل بين السوريين إلا على الأرض السورية التي تتسع للجميع كأفراد وتؤكد في ذات الوقت انها الأقدر على احتضان أبنائها، وأي كلمة ينطق بها أبناؤها على ترابهم الوطني يكون أكثر سمعاً ومسؤولية، وأن الاحتضان يضع السوري في أي موقع ومكان أمام مسؤوليته الوطنية وهذا ما يوفر للجميع إمكانية التعبير الحقيقية عن النفس السورية التي تأذت سواء كانت داخل الوطن أم خارجه وبمعنى أدق إن عقد هذا المؤتمر سيجعل قلوب كل السوريين متلهفة للقاء، متلهفة للوطن وكل أبنائه.
عقد هذا المؤتمر هو اللبنة الأساس لوضع حد لما يعاني منه السوريون جراء هذه الأزمة التي تعتبر من أخطر الأزمات العالمية نظراً لحجم التدخل الدولي في ثناياها ولحجم التحشيد ضد هذا الوطن المسالم الذي لم يسبق له يوماً أن كان معتدياً على أحد في ذات الوقت الذي لم يتنصل يوماً من واجبه ومسؤوليته تجاه الآخرين، ومع ثبات هذه الحقيقة عبر التاريخ نجد أن ذئاب العالم على اختلاف مسؤولياتهم وأدوارهم انقضوا جميعاً على هذا الوطن الذي كل ما كان يريده هو نصرة المظلوم والنهوض بمسؤولياته لتحقيق أعلى معايير الاستقرار لشعبه على كل المستويات إضافة إلى إصراره على استرجاع حقوقه الوطنية التي تعرضت لاعتداءات عبر عشرات السنين بجهر فاجر أمام المجتمع الدولي الذي بقي بأغلبيته صامتاً وموافقاً على استمرار العدوانات علينا ولم يكتف بذلك بل انقض على سورية كما الضباع وهي تنهش فريستها لالتهامها تحت عناوين وشعارات دغدغت أحلام ضعاف النفس وجعلتهم أيضاً أدوات تخريب الوطن لمصلحة أعدائه.
حقيقة أخرى سيكون لها الصدى الأكبر من أعمال هذا المؤتمر وهي أن سورية باقية ويزداد حضورها كما تزداد مساحة الأمن والأمان على امتداد الأرض السورية بالتوازي مع انكشاف الأهداف الدنيئة لهذه المؤامرة التي استهدفت عموم السوريين داخل الوطن وخارجه، وهذه حقائق يعرفها المهاجر ويتألم لها كما تألم المقيم لفداحة الخسائر والدماء والدمار داخل الوطن.
المؤتمر ينعقد وسط نضج سوري مكنه من رؤية حقائق وخلفيات وأهداف هذه المؤامرة على وطنه.
المؤتمر هو الخطوة الأساس للوصول إلى حل وطني للأزمة من سار فيها نجا ومن تخلف عنها سيلعنه التاريخ لأنه يريد للأزمة والدمار الاستمرار كما يريد لنزف الدم السوري أن يبقى نازفاً.
وعلينا نحن كسوريين أن نعزز قناعتنا بأن لا حل إلا الحل الذي يرتضيه السوريون بأنفسهم.
علي الشيباني