الوحدة : 10-11-2020
(مادام صامتاً، فالقبر.. هادئ كالموت كيف له أن يعيش خارج الحياة في الظلّ؟).
الفيلسوف السوري أحمد معروف حيدر
كانا (يجلسان وهما يشربان بعيونهما من نبيذ الأفق)
وافترقا..
فوق دروب الغياب.. انتظرتُكَ..
على مفترق هذا العمر.. انتظرتًكِ..
وقبل ذلك.. كانا قد افترشا (تراب الأرض التي أحبّت
أهله وباركته، وأرسلت من سنديانها ظلالاً لقبورهم، ومن
بنفسجها عبيراً لهذه القبور).
الحرب.. هي من دفعت بهم إلى الرحيل.. وبقي قلباهما حبتّي قمح مدفونتين في تراب الأرض..
هنا ذكريات الطفولة.. وهنا كان الحبُّ القديم، والحنين إلى ارتشاف قطرات من نبيذ الأفق..
من خلق على أرض، ومات في غيرها.. سيبقى عبير زهرها يعبق كل ربيع فوق تراب قبره الغريب..
×××
(كلّما جرحت هذه البرتقالة تبتسم..
كلّما أوغلت في البحر نأت الشاطئ عني
ولكي أسترجع الشاطئ في البحر أغني)
أنسي الحاج
أنت تجرح حبة برتقال لتبتسم؟!
وهم يبتسمون بانتزاع الأكباد من الصدور
كلّما أوغلت في البحر شدّك الحنين إلى الشواطئ..
كلما أوغلوا في القتل.. كبّروا لله البعيدون عنه..
الحياة في الظلّ: عنوان كتاب للفيلسوف الراحل أحمد معروف حيدر
آه لقد ابتعدت الشواطئ، وتكسرت النايات..
هذه الأغاني الجريحة النازفة، من أي طرف سأمسكها؟!
هذه الحناجر التي تنزف دماً بلون الشقائق، هل تقدر على
الغناء بعد اليوم؟!
ولكي نسترجع شواطئ الحبّ في هذا البحر المتلاطم..
دعني أغني.. علَّ صوتي يصل عتبات روحك يا أنسي
الحاج فتستيقظ لتصفق للأغاني الجميلة.
بديع صقور