الوحدة: 9- 11- 2020
أو كأن المسك من لونها.. سمراء تمتشق الغنج والدلال, رفضت أن تزخرف ما منحها الله من جمال, فتوهج عارياً من أي مساحيق…. ضحكتها ترسم بيادر حنطة وغلال, تشرق كصباح ربيعي مثقل بالندى, يبحث الجمال عنه, ليلتقط بعدسة الضوء صورة تذكارية يحفظها النرجس في سفر عطره..
حاولت اختلاس النظر, ويحي أنا الذي أعلنتُ توبتي مليون مرّة ولم أستطع مجاراة لحظها الممشوق مثل سيف على حدّه كانت الفتوحات الأولى, وكانت الارتعاشات الأولى… لمّاحةٌ, قرأت عمق تنهيدتي, سبرت وحشة روحي.. أتدللني وتناديني يا فتى, أم تراها توغل حرابها في صدري وتناديني يا (عمّو)!؟
سأعتذر منها على الفور, سأخرج من ترددي هذه المرّة وستكون التوبة الأخيرة عنها ومن أجلها..
عدتُ إلى علبة (السجائر) أعاقر إحدى (سجائرها), تحولت الغرفة إلى متحف صور لالتفافاتها… ضحكاتها, وبتُّ صاحب الرقم القياسي في (الردّة), فخذني بـ (حلمك) يا ربّ.. سأعود إلى معاقرة صمتي بحضرتها, إلى (التلصص) على جمالها, وعلى لونها المسك, وإن سنحت لي الظروف سأسافر عبر عنقها (سفر برلك) لا آخر له, ولا خلاص منه, فهي الشهقة التي أعلنت ولادتي في الخمسين, وهي الدفء كل وقت, وكل حين… وزّع حورياتك على غيري, حتى أنهار الخمر والعسل لا تغريني, فنسمة تهبّ من جوار أنفاسها تكفيني..
على مرقد الوجع الأنثوي لدينا, نحن الشرقيين, نفرش الأنثى مائدة عامرة بالملذات, نختار وقت التناول متى أردنا, ونتناسى أنها حلم لا يتكوّر إلا على وقع موسيقا ملائكية في ليال لها خصوصيتها ولها موجباتها..
فيا امرأة علّمتني كيف أعيش اليقين, وقادتني إلى التوبة مليون مرة, مازال هناك فسحة من الحب والعمر تكفي لمليون توبة جديدة, وربما أكثر, فعاقريني اللحظ باللحظ, وهاتِ من غير حسنك كأساً لم ولن ترتعش إلا بين حرير أصابعك…
بالأمس كان البحر هائجاً, أتراكِ تحولتِ إلى (إبرة) السلطان إبراهيم بن الأدهم, إن كان كذلك فلن يعود بكِ غيري, وبعد ليستعيد البحر هدوءه, فهذا أمر آخر لا يعنيني..
غانم محمد