الوحدة 4-11-2020
أخاف أن تمطر الدنيا ولست معي
فمنذ رحت وعندي عقدة المطر
وكان الشتاء يغطيني بمعطفه
فلا أفكر في برد ولا ضجر..
جميلة تلك الأبيات القبانية التي تدخل قلوبنا دون استئذان كلما قرأناها أو تغنت بها حنجرة دافئة.. لكن من المؤسف أن نتذكرها في شتاء المدن المتعبة والتي تفتقر الى تخطيط مسبق للمطر.. حيث يتحول الأمر الى عقدة في حال انسداد الفوهات المطرية.. والمياه التي تدخل البيوت دون استئذان.. والشوارع المتسخة.. والأرصفة التي فقدت هويتها.. والبلديات الغائبة فعلاً عن إجراءات احترازية لوقوع أي مشكلة في حال فاضت الأمطار وتشكلت السيول..
حتى المواطن ليس بريئاً من تهمة عقدة المطر.. فالنفايات التي تُرمى يومياً خارج حاوياتها هي المسبب الأكبر لانسدادات الفوهات المطرية…
شيء ما يشبه السحر.. ينقصنا كي نحب فصولنا بكل ما أوتينا من لهفة…
شيء ما نحتاجه كي تتوالى علينا الفصول بجمالها وتقلباتها وتترك فينا شغف حياة كنا قد نسيناه فعلاً…
المدن عنوان حضارتنا.. والأرصفة دفاتر العشاق والشعراء.. والشوارع زوارق حلم كتبت مذكراتنا الدافئة ذات وجد…
شيء من المسؤولية… والاهتمام وحسن التخطيط.. والحب.. حتى تعود إلينا ذاكرتنا المطرية الخضراء.. ومظلاتنا الملونة كقوس قزح… وخطواتنا الواثقة التي افتقدناها طويلا وفي معظم الفصول!
منى الأطرش