«وضع الحمضيـّات بخير» والتوقيع لرئيس لجنة تسيير سوق الهال! تسويق 800 طن منها 350 طناً إلى المحافظات الشمالية والشرقية
العدد: 9303
الأحد: 3-3-2019
(من لم يستطع تزويج ابنه من مزارعي الحمضيات في الموسم الماضي سيزوجه هذا الموسم..) هكذا اختصر رئيس لجنة تسيير سوق الهال في اللاذقية غسان خير الواقع الذي آل إليه موسم الحمضيات لهذا العام والذي قال: إنّ تسويقه سار بشكل جيد وأسعار مقبولة وسط تدخل حكومي إيجابي ساهم في منع تدهور الأسعار.
هل الوضع بخير فعلاً؟
وإذا كان كلام خير لا يتّفق بالتأكيد مع وجهة نظر الكثير من الأطراف المعنية بهذا المحصول الاستراتيجي الهام الذي يقارب إنتاج محافظة اللاذقية منه الـ 900 ألف طن ولاسيما الفلّاحين الذين كثرت شكاويهم ومن خلال مختلف المنابر حول تدني الأسعار ومحدودية التأثير الذي تركه التدخل الحكومي لصالح تسويق هذا المحصول ولاسيما مع عدم تجاوز الكميّات التي تم تسويقها من خلال السورية للتجارة هذا العام نصف الكميات التي تم تسويقها من قبلها خلال الموسم الماضي حيث لم تتجاوز تلك الكميات عدد أصابع اليدين من آلاف الأطنان من هذه المادة التي تم تسويق تلك الكميات منها لصالح السورية للتجارة بأسعار تقل عن حدود التكلفة وذلك حسبما أجمعت عليه آراء مزارعي هذه المادة التي نجحت فيها جهود فلاحينا من حجز موقع مميز لسورية فيها على قائمة الدول المنتجة وهو النجاح الإنتاجي الذي لم يترجم تسويقياً وتصنيعاً بشكل يجعلنا نجني المزيد من القيم المضافة التي يمكن أن تتحقق من هذا المحصول بل على العكس فإنّ هذا النجاح قد تحوّل إلى معاناة سنوية لفلاحنا الذي أرهقته الخسائر التي يتكبدها جرّاء ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج/ الحراثة- الوقود- النقل- المبيدات- العمولات التي تدفع للمسوقين../ وحوّلت الموسم الذي يجب أن يشكّل انفراجة مادية له إلى كابوس وهمّ، وهو ما يتعارض بالتأكيد مع مقولة رئيس لجنة سوق الهال التي نحترم ونجل باعتبارها تعّبر عن موقف شخصي أو عن رأي التجّار الذين وكما كانوا هم الحلقة الأكثر ربحاً في معادلة إنتاجنا وتسويقنا التي أبقت الفلاح والمستهلك هو من يتحمل الوزر في أغلب الأحيان ولاسيما في فترات الأزمات التسويقية ومنها أزمة تسويق الحمضيات التي باتت مزمنة ومؤلمة وخصوصاً للفلاح المنتج.
75% من الحمضيات مسوّقة
وأما المسوّغات التي دفعت برئيس لجنة تسيير سوق الهال إلى ما قدّمناه فهي تستند وفقاً لرأيه إلى الواقع الذي يشير إلى تسويق 75% من محصول الحمضيات لهذا الموسم، وهو الأمر الذي يدل حسب رأيه على تجاوز المحصول لمرحلة الخطر باعتبار أنّ الكميات المتبقية منه لا تزيد عن 25% وهي تقتصر على أصناف محددة منه مثل (الفالنسيا واليافاوي) والتي تباع بأسعار مقبولة حيث يتراوح سعر (اليافاوي) نوع أوّل ما بين80-115 ليرة سورية والنوع الثاني ما بين 65-75 ليرة أما (الفالنسيا) فبين 65-100 ليرة للكيلو في وقت وصلت فيه أسعار (الأبو صرة) إلى 150- 200 ليرة و(الماندلينا) بين 200-300 ليرة للكيلو وهي الأسعار التي تشير إلى وضع جيّد بالنسبة للصنفين الأخيرين على وجه التحديد.
وأضاف خير: إن استجرار المادة يتم بشكل رئيسي إلى المحافظات السورية الأخرى بينما يصدر القليل منه إلى دول الخليج عن طريق معبر نصيب مع الأردن لافتاً إلى أنّ فتح المعابر مع العراق يشكل السوق الأساسي للحمضيات السورية كان يترك أثراً أفضل على تسويق المادة الذي يسير بشكل جيد وبدون معوقات تذكر، مشيراً إلى أنّ الكميات التي تم تسويقها عن طريق سوق الهال وحده تصل إلى 80 ألف طن، ما أثبت ووفقاً لرئيس لجنة تسيير أموره بأنّه الذراع الأهم لتسويق الحمضيات وذلك من خلال مساهمته الإيجابية في تسويقها الذي يقتصر وبشكل رئيسي على تسويق النوع الثاني من المادة على اعتبار أنّ النوع الأول منها يصدّر إلى السوق الخارجية عن طريق الشمّاعات ومراكز الفرز والتوضيب التي تأخذ ما تصدره من خلال ضمان البساتين من المزارعين منوهاً في هذا السياق بالدعم الذي قدّمته الحكومة للمصدرين والذي ساهم في تحسّن الأسعار لاسيما أنّ هذا الدعم تضمن تقديم 1600دولار كتعويض نقل لكل براد حمضيات يصدر إلى جانب الخدمات الأخرى والحوافز التي تقدم للمنتجين والتي أسهمت في استقرار الأسعار نسبياً، مؤكداً أنّ هذه الأسعار يمكن أن تكون أفضل فيما لو تم فتح سوق العراق التي ترك قراره بإيقاف استيراد البرتقال دون الحامض والكريفون وباقي الأنواع على أسعار تسويقها محلياً تلك الأسعار التي قال: إنّها يمكن أن تقفز وبمعدل50 ليرة للكيلو فيما لو تمّ فتح السوق العراقية أمام كافة أصناف الحمضيات السورية التي توقع خير أن يكون واقع تسويقها بشكل عام خلال الفترة القادمة أفضل من السابق.
حالات خاصة
وأما حول الشكاوى التي يقدّمها أصحاب الشماعات ومراكز الفرز والتوضيب حول تسويق المحصول فقال خير: إنّها غير واقعية وتعكس حالات فردية غير مستبعد أن يكون هدفها خلق نوع من البلبلة التي تهدف إلى تخفيض الأسعار وشراء المادة حسب أهوائهم ليكون الفَلاَّح في هذه الحالة هو المتضرر مؤكداً أنه شخصياً لا يبيع ولا يشتري الحمضيات لكنّه يدرك أن أصحاب الشماعات يريدون شراء الحمضيات بـ50 ليرة وليس من مصلحتهم أبداً شراء الكيلو بـ150 ليرة سورية، لافتاً إلى أنّ الوضع جيد والتسويق يتم إلى كافة المحافظات مشيراً إلى أنّ الكميات التي سوقت بتاريخ 24/2 وصلت إلى 800 طن كان منها 350 طناً إلى المحافظات الشمالية والشرقية.
نعمان أصلان