(بين فراشة ونملة) إصدار جديد للأديبة كنينة دياب

الوحدة 28-10-2020

 

تجربة الكتابة للأطفال هي تجربة فيها الكثير من المتعة, فهي تحتاج إلى دراسة دقيقة لكل جملة تُكتب, وإلى معرفة كيف لنا أن ندخل إلى قلب الطفل ونقنعه بما يرغب ويحب, كيف لنا أن نوفر له المستوى الجمالي اللائق في الانتاج الأدبي والفني؟ كيف نوجهه ونرسم له عالماً يناسب إدراكه ويجعله يستمتع بما يقرأ؟…

 وفي هذه السطور نرصد هذا الجانب الإبداعي عند الأديبة كنينة دياب التي أثبتت من خلال مجموعاتها القصصية الموجهة للأطفال جدارتها في التعامل مع عالم الطفولة بمهارة وخبرة عالية وبتأكيد ومحافظة أمينة على مقومات القصة الطفلية بأسلوب يتناسب مع خيال الطفل ويرضيه بعرض جميل وجذاب يشد انتباهه, ويرسل له رسائل تربوية بعيداً عن الأسلوب الخطابي المباشر.. وتقديراً لمسيرتها الأدبية كان لـ (جريدة الوحدة) اللقاء الآتي مع الكاتبة كنينة دياب الموجودة دائماً في المبادرات التطوعية في مجال الطفولة والمشاركة الدؤوبة في جميع الفعاليات والنشاطات التي تتوجه بفكرها ومضمونها نحو الأطفال، فكان الحوار الآتي…

– بين فراشة ونملة، جديدك من الإصدارات, وما مضمون القصص ومدى تنوعها؟ صدر لي مؤخراً كتاب للطفولة المبكرة بعنوان: (بين فراشة ونملة) في أواخر شهر أيلول لهذا العام، وقد تأخر صدور الكتاب بسبب أزمة الورق التي يعاني الوطن منها ومن أشياء كثيرة بسبب الحصار على سورية، وقد صدرت لي حتى الآن ما يزيد عن 200 قصة للأطفال، والكتاب هو مجموعة قصصية يحتوي على (١١) قصة: بلا جناحين- بين فراشة ونملة- الجدي الوحيد- صرت تلميذة- رباب والكتاب- بين النجوم- إشارة المرور- البقرة والجرس- البيت الجميل- العائلة والشتاء، والمجموعة صدرت عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق عن سلسلة أدب الأطفال، أما أهم ما يميز هذه المجموعة فهو بساطة اللغة مع عنصر التشويق للأطفال.

– ما أهمية التوقيت في إصدار هذه المجموعة القصصية؟

 التوقيت كان مناسباً جداً في فترة الحجر الصحي فكانت فرصة للصغار كي يجدوا ما يجذبهم للقراءة من وقت فراغ من الدراسة وقصص تشدهم وتسليهم، قصص فيها الفائدة اللغوية والتشويق في الوقت ذاته.

– من خلال ارتباطك مع الأطفال كيف وجدتِ مدى تفاعلهم مع القصص والأسلوب التربوي من خلال ارتباطك معهم بجلسات قراءة القصص؟

اعتدت أن أقرأ القصص بطريقة مرحة وأتوقف عند النقاط المشوقة والتربوية لأسقطها على الواقع لتعم الفائدة مما نقرأ، وأنا أجد الأطفال في غاية الفرح والتجاوب حتى أنني اتفقت مع مدرسة الرسم ومدربة الفنون أن أقرأ القصة والأطفال يرسمون من وحيها فتكون النتيجة رائعة بإبداعاتهم الجميلة، فأطفالنا عباقرة ونتعلم منهم الكثير.

– ما النشاطات التي قمت بها ورافقت فترة الحجر الصحي وما تقييمك لهم؟

في الفترة السابقة أقمت ورشة كتابة قصة في مركز (بيت) للطفولة في اللاذقية، شرحت فيها للأطفال ما بين 8 – 14 سنة طريقة وأسلوب تأليف قصص أطفال مع قراءة قصص كتطبيق عما نتعلمه، ثم بدأ الأطفال يكتبون قصصاً متبعين الطريقة السليمة فكانت إبداعاتهم مدهشة وكتبوا أجمل القصص التي سيشاركون فيها بمسابقات لقصص الأطفال وسيقوم مركز (بيت) بطباعة إنتاجهم بكتاب خاص، كل طفل – كاتب – منهم رسم لوحة من وحي قصته التي كتبها، وكانت النتيجة مذهلة، وأدعو جميع الأطفال للمشاركة في الورشة الجديدة التي أعلن عنها مركز (بيت).

– ما رأيك بالأدب الموجه للأطفال في سورية؟

لدينا كتاب رائعون للأطفال في سورية لكننا لا نلقى لمؤلفاتنا الرعاية الكافية لا من مؤسسات الدولة ولا من دور النشر المحلية، وغالباً ما يصاب البعض من الكتاب بالإحباط والامتناع عن النشر، بينما من يراسل دور نشر خارج سورية أو صاروا في الخارج تنشر لهم أجمل قصص الأطفال وتتسابق عليها دور النشر في الخارج، وهذا مؤسف.

– انطلاقاً من العلاقة الوثيقة بين الطفل والبيئة، هل ستحدثين أطفالنا عن موجة الحرائق التي اجتاحت بلادنا ؟ وماذا ستخبرينهم عنها؟

 في فترة اندلاع الحرائق كنت في ورشة لقراءة القصة في دمشق مع أطفال دمشق فلم أشغل بالهم بها لأن المأساة أكبر من عقولهم وقلوبهم البريئة فتركت الورشة تسير بشكل مرح ومرت بسلام، إنما في الورشة التي ستقام قريباً في اللاذقية لكتابة القصة سأحضر صوراً للحرائق وأشجع الأطفال على الكتابة عن تلك المأساة وسأكتشف هذه القلوب الصغيرة كيف سيكون تجاوبها وإحساسها بالمأساة؟

 أكيد سأكتشف الكثير من الإبداع كتابة ورسوماً، وكلي أمل بهم.

بقي للقول: إذا كانت القراءة تلبي أهم الحاجات الأساسية للطفل كالحاجة إلى تنمية الخيال، والجمال والمعرفة، فإن أهمية أدب الأطفال تنبع من أهمية المرحلة العمرية التي يتوجه لها ذلك الأدب ودوره في تكوين شخصيتهم وبنائهم النفسي والاجتماعي، وتأثيره الهام في ترغيب الأطفال في القراءة وتنمية وعيهم الثقافي منذ الصغر، فالأدب الذي يتابعه أطفالنا يعدُّ مسؤولأً إلى حد كبير في تحديد نوعية شخصياتهم مستقبلًا من خلال ما يقدمه لهم من معلومات في جميع المجالات لذا يجب الاهتمام به شكلاً ومضموناً، لأنه يلعب دوراً هاماً في تقديم الخبرة الأولى للقراءة والتذوق الفني والجمالي للطفل، إذ إنه يعدُّ أول لقاء له مع عالم المتعة والفن والعلوم.

ريم ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار