احتاطوا.. فغضب الطبيعة قد يكون شديداً!

الوحدة 21-10-2020

ما من ضيقٍ قاسٍ إلا ويتبعه شتاء أقسى.. هكذا يقول (الختايرة) وهذا ما استنتجوه من رحم تجاربهم.. وعلى هذا الأساس فإن الشتاء الذي تأخر حضوره، يتوقع أن يكون قاسياً، ويعتقد كثيرون أن عام 2020 سيوّدع بأبشع ما جاء فيه، لذلك يتوجب علينا اتخاذ إجراءات (مقدور عليها) علّنا نقي أنفسنا مما هو أسوأ..

بالنسبة للإخوة مزارعي البيوت البلاستيكية في الساحل السوري والذين ينامون على قلق ويصحون على أمل، فقد بدؤوا بـ( التثقيل) أي وضع المزيد من التراب على أطراف الشرائح البلاستيكية حتى لا تقتلها الرياح الشديدة التي باتت رفيقة مواسمهم، ويحاولون تخزين كميات قليلة من مازوت زراعي يحصلون عليها بطريقة غير منتظمة لا تخلو من معيار (الخيار والفقوس) لأيام الجليد، ويجمعون أي عود حطب تقع عليه أعينهم، وكله يفيد حسب تعبير معظمهم..

لن نقفز فوق الواقع ولن نقول إننا لا نعرف صعوبة الظروف التي نعيشها وبلدنا في مواجهة الحرب والحصار، لكننا واثقون ومتأكدون ومؤمنون بأن أحد أهم عوامل صمودنا بعد بطولات الجيش العربي السوري هو صمود المزارعين في أراضيهم، و مواظبتهم على الإنتاج، وبالتالي تحقيق حد أدنى من الإنتاج الغذائي بالدرجة الأولى، لذلك فإنه من اللازم على كل الجهات ذات العلاقة أن  تعتبر المزارع قبل الزراعة (استراتيجياً) ويستحق كل أنواع الدعم، فالإنتاج الزراعي وخاصة في مثل هذه الظروف هو أهم بكثير من الإنتاج الثقافي على سبيل المثال ودعم السماد مثلاً أهم من دعم المسرح، ولا ندعو هنا إلى رفع الدعم عن أي قطاع وإنما نذكر بترتيب الأولويات وبأهمية أن يكون الدعم حقيقياً وملبياً وفي وقته أيضاً..

غالباً ما ستحصل كوارث طبيعية أثناء الموسم، وغالباً ما تحضر خفافيش السوق لتقتنص تعب الفلاح مستغلة حاجته وضيق ذات يده سواء من خلال (الضمان) بالنسبة لمحصول الحمضيات، أو من خلال التلاعب بالسوق بالنسبة لمنتوجات الزراعة المحمية، ولا يحضر معها إلا التنظير والتبرير واللذان لا ينتهيان إلا وقد وقع المزارع في خسائر كبيرة..

راقبوا أسعار حراثة الأرض.. اسألوا عن أسعار العبوات الفلينية والبلاستيكية.. دققوا في أجور النقل وفي نسبة العمولة (الكومسيون) وبعدها ضعوا أيديكم على ضمائركم وانصفوا فلاحنا المسكين..

لا نتحدث هنا عن (مسؤول) لديه عشرات الهكتارات، نتحدث عن فلاح قد لا تتجاوز حيازته (3) دونمات ومع هذا لا مورد عيش له إلا هذه الحيازة، وبالكاد يستطيع المسكين طرد الخفافيش عنها..

بإمكاننا إلزام أهل الكار بتخفيض نسبة (الكومسيون) إذا خفضنا الرسوم المفروضة عليهم.. وبإمكاننا تخفيض عبء بقية مستلزمات الإنتاج إذا تدخلنا كـ(دولة) بكل تفاصيل ومراحل هذه العملية.. إلخ.

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار