بين الشط والجبل وغداة رأيتكِ

الوحدة 20-10-2020  


ها أتدثر برد الحزن، أجلس في حضرة عينيكِ، وألغو في نزف الحلم.

ذكراكِ تهدهد بوح الأمسِ، وتدخلني في طقس الصمت..

همومي جوفاء.. نهرٌ من وجعٍ وسراب، والأرض رهتْ  بوحول خطاها.

×××

أيتها اللوَّنتِ حقول الوعد.. أضيئي أجفان الحلم، أزيحي عنه غبار الدهشة، غطيّه بلهفة زنبقةٍ، يتبدَّد عطرُ الفجر على شفتيهْا..

أنا من تركت رؤاي تغوص بلهفتها، وشلحت ظلالي ترتاح على سفح دخان..

×××

يا أيتها الغيمة طوفي في بيدرنا، إني أتدحرج فوق رفوف النورج، أشدو أغنيةً تسري في حنجرتي رعشة شوقِ كانت تأتيني قبل الفجر وتسقط في سمعي كشفيف ندى…

×××

تنهضني غيمات العمر، تمشّط قلبي، تربط ساعد روحي بجديلتها، تعبر بي جسراً مملوءاً بالحفر المسكونة بالنهدات، فيتصاعد من خطوي آهٌ يخلط صوتي بدموعي.

×××

شهقتْ هذي الريح على نافذتي فغفا كأس شرابي، وأتاني طيفك من خلق رفيف الغيب ربيعاً يعبر في فتنته.

وغداة رأيتكِ طالعة من خلف سحابِ أبيض، رجَّ بقلبي النبض، وأورق شرياني، وعلى فرحٍ غصّتْ نافذتي بالعطر، وحطَّ على شباكي عصفور (أبي الحن).

فتذكرت– على فرحٍ- توتة (عيسى الخرسا).

×××

 يمشي على عجلٍ، ودموع العينين بجفنيّ تجول.

جلست إلى حراسي وكتبت قصيدة شعرٍ تشبه عينيكِ.

صدئت روحي، والنوم تغشَّى في عينيَّ، وطيفك يرفل في غنجته.

وجعي. يتماوج كاللون بطيّ اللون، وهذا الوثاب بصدري يأبى هدهدة الدقَّات، وآهاتي متأتبة كالليل وقد وافى الفجر إلى نافذتي فوقفتُ على عدوةِ أوجاعي، وروجت أن يوقظني خفقُ خطاك.

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار