ريشة لوجه آخر

الوحدة : 4-10-2020

وحده هذا التعب.. يرسم وجوهنا بريشة أخرى.. يغفو على عتبات الوقت.. يحزم ورود الفرح ويمضي غير آبه بحديث  الشرفات وصوت فيروز القادم من أقاصي الروح…

وحده هذا الحزن .. يذكرنا بين حين وآخر أننا فقدنا بريق أحلامنا، ودفاتر مذكراتنا وعبق الأيام الجميلة..

كل خريف…. نكتب أمنياتنا المتبقية كشجرة جوز عتيقة طرحت ثمارها في أيلول لكنها بقيت متمسكة بأوراقها حتى شهر تشرين الثاني..  ونتذكر أن عصافير (الدوري) من أوفى الأصدقاء لأوطانها!

كل صباح.. نتوضأ بذلك الحنين الهارب من معطف القلب.. نخلع رؤوسنا المتعبة في المنازل.. ونركض لاهثين وراء الرغيف ومتطلبات الحياة اليومية وننسى أننا على قيد اللهفة.. أو الصدفة.. أو حتى الانتظار!

ربما.. وفي زحمة ما يعترينا من أحاسيس ضائعة.. تفاجئنا أغنية قديمة تعيد إلينا عبق الماضي بكل طقوسه الغائرة في ياسمينها حتى النقاء.. أو نقابل وجهاً يعيد إلينا ربيعاً كنا قد نسيناه.. وربما نتفوه بكلمة محبة صادقة فتنبت سوسنة فوق الشفاه ..

كم نشتاق لعري وجوهنا دون فلاتر أو (بوتكس) أو ابتسامة مزيفة..

كم نشتاق لصورنا القديمة وأحاديثنا الودية بعيداً عن دردشات مواقع التواصل الاجتماعي.. وصوره المبالغ فيها..

كم ضيق هذا العالم.. حين لا نحب!

منى الاطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار