الهاضم الحيوي… غاز صديق للبيئة

الوحدة 29-9-2020

 

 مع زيادة الطلب على الطاقة بجميع أنواعها يجري التحرك عن مصادر الطاقة البديلة المتجددة ومنها إنتاج غاز الميتان من الهاضم الحيوية عن طريق مخلفات الحيوانات كونها طريق سهلة وآمنة وغير ضارة أو خطرة ولا ينتج عنها أي غازات ضارة أو مواد سامة، فهي طاقة نظيفة صحياً وبيئياً كونها تعمد إلى التقليل من حرق المواد البترولية والفحم الحجري والأخشاب التي تؤثر سلباً على الإنسان والبيئة والمناخ.

 الغاز الحيوي غير سام وغير ضار بالبيئة ويمكن استخدامه للطبخ والتدفئة وتوليد الكهرباء وهو غاز الميتان الناتج عن الهضم اللاهوائي من تحلل المواد العضوية بطريقة التخمر اللاهوائي ضمن هواضم (خزانات كبيرة مخصصة لذلك) ولها عدة مستويات (صغيرة- متوسطة كبيرة) حيث توضع المخلفات الحيوانية في الخزان الهاضم ولا يسمح للأوكسجين بالدخول إليه لتقوم البكتريا الموجودة في المخلفات العضوية بتحليلها في جو خال من الأوكسجين ومعزول عن الهواء الجوي تماماً وفي بيئة غذائية وحرارية مناسبة، حيث ينتج عنه خليط غازي قابل للاحتراق يتم جمعه في خزانات إضافة إلى السماد العضوي ويدعى الخليط الغازي ( البيوغاز) ويتكون من غازي الميتان   CH4وثاني أوكسيد الكربون  CO2 إضافة إلى إنتاج سماد البيوغاز الذي يحوي جميع مواد المادة المتخمرة وهو سماد عضوي صديق للبيئة يستفاد منه بتسميد المزروعات والأشجار.

 الهاضم الحيوي يوفر مصدراً نظيفاً للوقود وقليل التكلفة وصديق للبيئة ولا يسبب أي تلوث ويساهم في الحفاظ على النظافة العامة والتخلص من المخلفات المنزلية والحيوانية والنباتية والصناعية والعضوية الصعبة التحلل والاستفادة من جميع مخلفات المنزل والمزرعة والمبقرة والمدجنة والتخلص منها بشكل آمن وصحي وإيقاف التعامل العشوائي بالتخلص من نفايات المنازل والمزارع بأساليب صحيحة وصحية ونافعة، ويمكن توفير مساحات الأرض بوضعها ضمن خزانات داخل بعضها بمقاسات مدروسة مسبقاً يمكن وضعها على أسطح المنازل ويساهم في تنمية الأسرة الريفية وتحقيق دخل إضافي للفلاح وتخفيف العبء الاقتصادي على المزارعين والتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري والحفاظ على الغابات والأحراج.

 علينا الاعتماد على الموارد المحلية وتوظيفها واستثمارها لتأمين الحاجات الضرورية كواحدة من مصادر الطاقة البديلة في ظل النقص الحاد بالموارد الطاقوية وصعوبة الحصول عليها وإقامة الهواضم الحيوية في المناطق الريفية وفي مزارع الدواجن والأغنام والأبقار والماعز والخيول للاستفادة من روث القطيع وتحويله إلى طاقة مفيدة.

 يجب التوسع في نشر ثقافة الهاضم الحيوي على امتداد الجغرافيا السورية وإجراء التجارب البحثية للوصول إلى أفضل استغلال لمصادره وموارده على مختلف المستويات الخدمية والمنزلية والزراعية والصناعية وإنتاج السماد النظيف الخالي من الروائح والحشرات والجراثيم وبذور الأعشاب الغريبة والتمتع ببيئة نظيفة تغني الفلاح عن الاحتطاب في الغابات وتحافظ على سلامة الغابات والثروة الحراجية.

 نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار