خبز!

الوحدة: 27-9-2020

على شباك سيارة معتمد الخبز، وقفت سيدة محترمة، وتوسلت إليه أن يعطيها خمسة أرغفة إضافية.

 حاولت السيدة بكل ما تملك من وسائل لتقنع المعتمد بطلبها، ولكنه رفض رفضاً قاطعاً لأن الكمية لا تسمح، والخبز الذي بحوزته على مقاس البطاقات الالكترونية المقدمة له.

سأل المعتمد تلك السيدة عن سبب إلحاحها على الأرغفة الخمسة، فقالت له:

بتنا ليلتنا من دون خبز، واستعرتُ خمسة أرغفة من جيراني، ووعدتهم بإرجاعها عند وصولك، وهم الآن بانتظاري كي أعيد لهم خبزهم!.

على مرأى أعيننا، التقت سيدة أخرى برجل وصل للتو من الفرن، وضمن سيارته عدد من ربطات الخبز، فوقفت السيدة وطلبت باستحياء ربطة خبز منه، معللة السبب بأن بيتها ليس فيه (شدوق) واحد منذ ليلة أمس، فأعطاها ما تريد، وقال لها: لو لم يكن في جعبتي إلا هذه الربطة، لكانت لك، مع غصة وحرقة قلب على ما وصلنا إليه.

الحالتان من أرض الواقع، ونقسم على ما رأيناه، والحالتان جزء من حقيقة لا ينكرها عاقل أو صاحب ضمير، وسببهما ليس الفقر المدقع أو العوز الشديد، وإنما عدم قدرة كثيرين على ارتياد الفرن، لأن وسائل النقل الخاصة تعطلت بشكل كبير نتيجة أزمة البنزين، ومن كان يملك وسيلة للوصول إلى الفرن، بات يعجز عن ذلك، وأضيف إلى همه هم آخر بسبب قرارات المكاتب، وانفصالها عن الواقع.

ما نريد قوله يأتي على شكل مناشدة صريحة للسيد محافظ اللاذقية بصفته المؤتمن على المحافظة وأبنائها، فالقرار المركزي ليس مقدساً، وما أعطي لكم من صلاحيات يخولكم أن تتصرفوا في الحالات غير المقدرة من المركز.

الطلب الملح لجميع أبناء المحافظة (ريفاً ومدينة) هو زيادة عدد منافذ البيع، وإعطاء دور أكبر للمعتمدين الجوالين في الريف، خاصة أن عملية التلاعب باتت صعبة إلى حد الاستحالة، والمعتمد أو القائم على منفذ البيع لا يستطيع بيع رغيف واحد إلا عبر البطاقة، ولا يوجد أي مانع من رؤية الخبز في كل شارع أو حي، فالمواطن المسكين لم يعد قادراً على أعباء إضافية، وعلينا جميعاً أن نتعاون لتخفيف هذه الضغوط، وإزاحة ما يمكن إزاحته منها.

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار