بين الشط والجبل .. حلم يبرعم وجه الغد

الوحدة 24-9-2020 


ها فجري يتشقّق والريح المطرية تشربني، وأنا العابر ضحكات الليالي أرقب خيوط الفجر تنساب من حمحمة السواقي، وأراني وقد تسمّرت مكاني أتصفح وجوه أيّامي  فتنتصب الذكريات حقول  رياحين،  وتمضي بي في قاربٍ  من الأمل.

  ذكرياتي  تتهادى  فأفتح سفرها أقرأ قصيدة  الغد، فتفتح العيون اشتياقها، وتشلح العتمة رزاياها،  ويأتيني حداء المزامير الـ (فاضت)  بأغانيها.

 رذاذ النجوم  يرش  دروب  القوافي، فينطلق حداءٌ حنون، مشرقةً كانت الأناشيد ومفرحةً، والكلُّ يعبرون حقول الياسمين، وكنت أرى  كيف راحت الأشكال تتزّين بعباءات صباحاتها المزركشة، وكيف استلقت على مشالح الغمام.

ها أنا أمتطي غيمة من سهر، أسافر في مدرجة الضوء، أبتغي قيلولةً على تخوم الألق أرقب النجوم، أتملىّ وجهاً طافئاً بالهناءة، وأصيخ السمع الى صدى الرياح وقد استباح حداؤها شغفي. فأتوسّد أشواقي ويصحو الهتاف، فألوذ بالصمت.

 أسترجع  أمسي  فيصحو  مرقدي، وأتملّى طراوة البدر وهي تعانق  مقلتيَّ، أرفرف كطيرٍ أفرد للريح جناحيه، أترع كأسي وأغيبُ  اشتهاءً.

 ها، قلبي يرف، يودُّ الإبحار في غابات الحلم، يريد للورد أن يدثر شغافه قراح يموسق  أغنيات توسّدن أعشاب الذكريات، وراح يسترجع  وجوه الحقول المبعثرة في المدى الممتد أمام ناظريه، وقد أبدى الياسمين ضوعه في فم الوادي حيث الخضرة تكبّ صبوتها، والمطر يهرول في السفوح، فيضوع الشذى. تصحو الشحارير من نومها، تستفيق على حلم صباح جديد.

ها قد تخمّر سهر العينين، وراح يعربش بين أهدابي، ورأيتني  من حيث لا أدري أذوب انقياداً لحلمٍ يبرعم وجه الغد.

 ورأيت في نشوة فرح كيف راحت الأشواق ترفرف في قفص القصيدة.

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار