الوحدة : 21-9-2020
سانا
تحت أشعة الشمس الساطعة وفي مواقع عمل مختلفة على امتداد مساحة شركة مصفاة بانياس على الأرض والأبراج وداخل الأفران وخارجها يبذل عمال الشركة والفنيون والمهندسون فيها جهوداً مضنية لاستمرار العمل وإنجاز العمرة الشاملة للمصفاة بأسرع وقت ممكن.
ست ساعات متواصلة من العمل يقضيها العامل في قسم الكبريت علي مرهج بوضع القرفصاء داخل خزان لا يتجاوز قطر الدخول إليه سبعين سنتميتراً يفك البراغي القديمة يتفحص المكان من الداخل يتأكد من سلامته ويصلح ما يلزم إصلاحه ويغير ما يجب تغييره يقول في حديثه لمراسلة سانا خلال العمرة بدأت العمل من أعلى البرج بعد أن أجرينا له التهوية ثم دخلت البرج لفك الصواني وتبديلها ووضع براغ جديدة.
وبيديه اللتين طغى عليهما سواد الشحم نتيجة صيانة الآلات يتابع العامل محمد إسماعيل من قسم الميكانيك مع عدد من زملائه الذين تبدو عليهم الآثار ذاتها أعمال فك المبدلات موضحاً أن دوامه يبدأ يومياً في الساعة السابعة صباحاً ويستمر حتى الساعة الرابعة والنصف حيث تأتي دفعة ثانية من زملائه لاستكمال العمل حتى وقت متأخر ليلاً كي لا تتوقف أعمال العمرة.
كثيرة هي المخاطر التي قد يتعرض لها العمال لكن تحقيق شروط السلامة من أولويات العمل حيث يقول المهندس رامز أحمد من قسم الإطفاء مجموعة الأمن والسلامة في قسم التقطير إن المخاطر متعددة نتيجة العمل على ارتفاعات عالية على الأبراج والمبدلات والمراوح ولا ننسى المجموعات العاملة ضمن الأفران والتي تقوم جميعها بأعمال صعبة وشاقة وطويلة وتحتاج إلى روافع وخبرات وهنا لا بد من الكشف على الغازات الموجودة وطبيعتها وهل هي انفجارية وسامة أو غير سامة وبالتالي لا بد من التأكد من سلامتها قبل دخول العمال إليها.
عمل المصافي بشكل عام فيه الكثير من المخاطر حسب ما أكده المهندس أحمد سعادات رئيس دائرة صيانة المضخات والضواغط والعنفات البخارية والمراوح والذي يعمل تحت البرج الأساسي للتقطير الجوي موضحاً أن مهمتهم إجراء صيانة للبرج ليكون جاهزاً للعمل وقت الإقلاع القادم لكنه تحدث عن بعض المخاطر التي يتعرضون لها من حرارة عالية واستنشاق غازات ويؤكد أنهم يتخذون الاحتياطات اللازمة.
على أحد الأبراج وعلى ارتفاع يقارب 50 متراً يراقب المهندس علي سلوم رئيس دائرة الكبريت والإسفلت في قسم الكبريت عمليات صيانة البرج ويوضح أن العمل يتطلب منهم أخذ الحيطة والحذر من الأخطار التي قد يتعرضون لها مثل السقوط وأذية الجسم نتيجة تلامسه مع الآلات الميكانيكية.
إجراءات السلامة خلال العمرة نوعان يتحدث عنها المهندس محسن داوود رئيس قسم الإطفاء والأمن الصناعي منهما ما يتعلق بحماية العاملين والأخر بحماية المنشأة حيث يقول تؤمن الشركة اللباس العمالي من بدلات وخوذ وأحذية مجاناً إضافة إلى عدة خاصة بالأماكن المغلقة والتي يتم قبل الدخول إليها تنظيم ورقة سماح بالعمل يتم بموجبها التأكد من سلامة هذه الأماكن وإمكانية دخول العامل إليها وخلوها من الغازات وما هي الأعمال التي يمكن القيام بها داخلها كما نؤمن تهوية خاصة للعامل قد تكون عن طريق كمامة مع خرطوم طويل أو جهاز تنفس خاص وهناك أيضاً فلاتر مصممة وفق المعايير العالمية وتتم صيانتها باستمرار للتأكد من جاهزيتها.
أما القسم الثاني من أعمال السلامة فيتعلق بالمنشأة بشكل عام ففي حال حصل حريق هناك عناصر الإطفاء موزعين في كل مكان ومزودين بالمواد اللازمة للإطفاء من بودرة وفوم ومياه وغيرها ومدربين على طريقة التعامل مع كل حريق حسب نوعه.
وفي قسم الكبريت والإسفلت حيث يتم تفريغ وفك المبردات المائية وأعمال صيانة متعددة يتابع المهندس محمود حسن رئيس القسم العمل مؤكداً أن العمرة الحالية ضرورية حيث لم يتم إجراء صيانة للمصفاة بسبب ظروف الحرب والحصار وأن الأعمال اقتصرت خلال السنوات الماضية على إصلاحات جزئية وحسب العطل لنعود للعمل خلال أيام قليلة.
ويضيف، قبل البدء بالعمرة التي انطلقت في الخامس عشر من الشهر الحالي كانت هناك حالة من التوقف لجميع الأعمال بالمصفاة لمدة خمسة أيام تم خلالها تجهيز المواقع للعمل من عمليات تفريغ وكسح وتبريد وتخميد وعزل الدارات تمهيداً للبدء بأعمال الصيانة.
العمرة الحالية شاملة حسب ما وصفها مدير الإنتاج في الشركة المهندس محمد سليمان وهي ضرورية فرضت نفسها نتيجة الأعطال المتكررة طوال السنوات الماضية حيث عملت المصفاة منذ عام 2013 دون أي صيانة شاملة مؤكداً أن حجم العمل كبير وأن العمال يبذلون أقصى جهد لإنجازها بأقصى سرعة ممكنة وأن العمل مستمر ليلاً نهاراً.
ويضيف، بانتهاء الأعمال من المتوقع أن يتحسن الإنتاج وتزيد الحمولة بنسبة 25 بالمئة عما كانت عليه قبل العمرة مؤكداً أنه مع إقلاع المصفاة المقبل ستكون هناك فرصة لتأمين نحو 90 بالمئة من حاجة السوق من المشتقات النفطية.