بين الشط والجبل .. بعض الأسئلة الحمقى

الوحدة 17-9-2020

 

أوشك قلبي أن ينام.. أرهقته صباحات الكلمات الطوّافة هماً مقيماً، رغب في قيلولةٍ على بيادر الأحلام، فاتخذ سريره على مفرش غيمةٍ راحلة، وراح يخلخل الفضاء بعد أن أتعبته تموّجات الدروب، وقد التبس عليه الوصول البهي، فظنّ حين رأى المصابيح تفيض بضوئها, والصور متلاحقات في كلل الغمام. ظنّ أن الفراشة التي استودعها حقول البنفسج سيجذبها صحو الروابي, فتأتيه مطلولة بالورود ومعبّأةً بالحنين.

×××

أوشك قلبي أن ينام، ولأن ذكريات ما مضى تجرح الجفون، أردتُ له أن يمتطي جوامح الرحيل، أردته أن يسافر بعيداً إلى حيث مرافئ الزهر تحتضن سفينته الملأى أقماراً, فتضوّعت في دمه براعم الأمل التي راحت تلوح من خلف انكسار الغيم, وتمضي إلى واحة الفيء المنصوبة طيَّ نخلةٍ تساقطت رطباً جنيّاً.

×××

عدت إلى ذاكرتي، فانسكبت في رأسي همهمات الأسئلة الحمقى: لِمَ ليس بمقدورنا أن نشعر بالأمان الذي نحتاجه؟ لِمَ غادرنا محبّونا دون تلويحة وداع؟ لِمَ لم يسقط الشتاء مطره حتى الآن؟

 أحسست بالأسئلة وكأنها قوىَّ انفجارية, وأن عليَّ أن أجد أجوبتها عليَّ أن أدعها تنفجر في داخلي, فأخذت أحرّضها وأحرّضها, أشعل فتيلها وشعرت بصدري وقد دوّى بداخله انفجار رهيب.

×××

أخذ المشهد المغسول بضوء الشمس يرفرف أمام عينيّ كفراشةٍ ربيعية، وأخذ عصفور (أبو الحنّ) يفلّي ريشه المندّى، حينها سمعت أعماقي تصرخ دامعة, فرفعت رأسي إلى الأعلى, وخُيّل إليّ أن للسماء وجهاً مغطّى بالدموع.

×××

عدتُّ بعمري إلى عمري، عدتُ بذاكرتي إلى ما مضى فاستعدت ما قرأته ذات عمر من مقطع يقول: الضباب قد يصير رمادياً والكذبة قد تصبح حقيقة، لكن الروح تبقى تغنى من عشها القائم على أعلى أغصان الأمل.

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار