الوحدة 15-9-2020
يغوينا الكلام، تمارس اللغة علينا سطوتها، تستعبدنا، تجرنا إلى مهواها، تسلط علينا سهام حروفها، تنزف أرواحنا وجراحنا دماء مختلفة الألوان..
أن يكون أحدنا نصف غيره المتمم ليس عيباً، وأن تكوني أيتها المرأة نصف الرجل لا يعني هذا منقصة أيتها الأنثى (الطاووسية)، أن يعدك المجتمع هكذا لا يعني إسقاطاً من قدرك، بل لم لا نسميه إتمام الاكتمال، وصولاً إلى إحدى مراتب الكمال في الوجود أو الحب أو الجمال!
×××
أيا شهرزاد الحكاية، يا كل النساء في الرواية، شهريارك ينتظر انتهاء الكلام، وصولك إلى آخر مفردة في ابتداء، حدثني أيها الملك السعيد، ذو الرأي… يساور شهريار القلق… والرغبة والشوق، ويسأل: إلام ترمين، تطيلين الوقت يتمطى السرد، وثرثرة الليل في مخدع الملك، أصبح سياف الليالي الواحدة بعد الألف حاضراً يحاول أن يصم أذنيه عن ديك الصباح..
لم تطيلين أيا شهرزاد القلب، امرأة العقل وأنثى الغواية في حب النهار، كما آدم وعلى غير الرواية قد بدأ الغواية وأتمت أيا شهرزاد أنت كلامك المباح…
×××
يغويني الظن، وتشتعل بي نار الغيرة، فأنشد: أغار عليك من شوقي إليك، من همسي، أخاف عليك تصيبك لوثة عشقي، يلفحك مني مس جنوني، أغار عليك سوء أو بك حسن ظني..
أنا يا امرأة قد كوتني، أشعلت جلنار خدها وأشعلتني، لا تسيئي بي غواية الظن، قد هويتك، ما أشد بخلك، سحب سمائك على قارعة حقولي على منعطفات الظمأ..
لم تروني وأنا في أتون طريقها، وقسوة جدب الفصول، وسهام لحاظ الأنثى رمتني،
أغار عليك، أسدلي ستار عينيك علي، لست أقوى على حد الخناجر..
تخترق العوازل خاصرة هواك وتخترقني.. أغار عليك، خذيني، شدي إلى الروح وثاقي، قربيني إليك طفلاً يتهجى حروف الكلام والأبجدية، لا تفطميني..
خالد عارف حاج عثمان