الوحدة 15-9-2020
يطيب لنا أن نتوقف هنا عند كتاب جديد بعنوان “اللاذقية في القلب” ، وهو كتاب شامل عن مدينة اللاذقية ، يقع في 435 صفحة ، كاتبه هو أحد عشاق المدينة الساحرة وأحد أبنائها ، المهندس أحمد فؤاد صوفي ، فلنستمع إليه وهو يحدثنا عن كتابه ، إذ يقول: يحكي الكتاب في جزئه الأول تاريخاً مختصراً للمدينة ، وما تعاقب عليها من أقوام وأمم ، كما يربط ويوضح علاقة اللغة المحلية المحكية بمفردات لغات الأقوام السابقة . أما في جزئه الثاني فهو يحكي بالصور والشروحات عليها ، تاريخ المدينة ، وبعض بلدات الريف المحيطة بها . ثم يأتي الجزء الثالث الذي يمثل قاموساً شاملاً للهجة اللاذقية المحكية ، ومعنى كل كلمة فيها ، ويحوي كذلك على مجموعة كبيرة جدا من الجُمل والتعابير والأمثال الشعبية المستخدمة . أما الجزء الرابع ، فيبين بالصور كثيراً من الحلويات التقليدية في اللاذقية ، وفي نهاية الكتاب هنالك قسم للمحاصيل الزراعية التي اشتهرت في المحافظة ، وينتهي الكتاب بمجموعة خرائط عن المدينة ومحافظة اللاذقية . وحول الصعوبات التي واجهت الكاتب في أثناء التأليف يقول : وقد واجهتني صعوبات جمة خلال تأليفي لهذا الكتاب ، إذ إن المصادر المناسبة للاطلاع عليها والاستفادة منها هي مصادر قليلة ، والكثير منها يحوي عشوائية وكثافة غير محمودة في أسلوب الكتابة وطريقة الطرح ، مما يجعلها مناسبة للبحاثة ورجال التاريخ ليس إلا ، وغير مشجعة للناس العاديين أن يتابعوها ويطلعوا عليها ، أما عن صور اللاذقية ، ففي أغلب الحالات ، تكون إما أنها غير واضحة ، وبالتالي فهي لا تصلح للنشر ، أو أنها محددة بعلامة مائية من شخص يملكها دون أن يبين إمكانية الحصول عليها إن كان بالمجان أو بمقابل ، كما أن غالبيتها لا تُعَد صوراً “جميلة” من منظور “فن التصوير” مثل زاوية التصوير ومقدار الإضاءة وكثافة اللون إلخ . . ، وهذا شيء ضروري بالطبع عند طباعة أي كتاب . وعن إصدار الكتاب يتابع : وقد أصدرتُ كتابي ألكترونياً ، وكان السبب الأساسي لذلك هو التوزيع ، فأنا أريد أن أنشر الكتاب بصورة سريعة بين أكبر عدد من أهل اللاذقية القريبين منهم والبعيدين ، وبين الناس في جميع أصقاع الأرض ، لذا فقد عمدتُ إلى استخدام طريقة التتالي فأرسل نسخة من الكتاب إلى صديق ما وهو يرسلها الى أصدقاء آخرين ، وهكذا تم نشر مئات النسخ خلال أيام قليلة. وفيما يتعلق بطباعة الكتاب ورقياً يضيف : أما عن الطباعة ، فالكتاب يستحق طباعة فخمة ليكون جديراً بالمكتبة العربية ، وبإذن الله سأقوم بطباعته في أقرب فرصة متاحة . وبشأن الأسباب التي دفعته إلى تأليف هذا الكتاب يتابع : وسوف تجدون أن هذا الكتاب هو كتاب فريد من نوعه ، لا يضاهيه أي كتاب صدر عن اللاذقية سابقاً ، وقد تم تأليفه ليكون مناسباً لجميع الأعمار وجميع المستويات الثقافية ، وهذا هو المقصد الأول لي حين شرعتُ في التأليف ، وذلك حتى ينتشر بسهولة بين الأجيال كلها صغيرها وكبيرها ، وهذا الكتاب جاء ليكون عرفان محبة لمدينتنا الغالية ، وهو هدية لكل الناس عامة ، ولأهل اللاذقية خاصة ، من هاجر منهم إلى بلاد الغربة ، ومن بقي منهم في الوطن ، فأنا أتمنى من الجميع أن يتعرفوا على تاريخ جدودهم ، وعلى جذورهم الضاربة في عمق التاريخ ، كي يتلمسوا تطور مدينتهم خلال الأحقاب التاريخية التي مرت عليها ، وأخيراً ليتذكروا لهجة بلدهم ويستمروا في تداولها فيما بينهم ، وبخاصة الأجيال الأصغر سناً التي اختلطت أمامهم اللهجات ، أو الذين تربوا في بلاد الغربة. عسى أن يكون هذا الكتاب مفخرة دائمة لبلدنا الحبيب ، وإضافة ثرية للمكتبة العربي.
د. رفيف هلال