الوحدة 15-9-2020
إلى يمين برعم نبت على شغاف القلب, وحيث استوطنت زهرة إقحوان برية, كان هناكَ شيء أشبه بالحلم, يصدّع جدران الروح لينطلق إلى فضاء كان يظنّه رحباً..
(.. لا قيمة للمال حين يحضر الحب.. لا فرق بين فراش من حرير وورد, وآخر خشن, طالما أن روحينا تعانقتا بفرح)، كلام معسول ذاب في لقاءاتنا, وكدت أن أحشر كل تفاصيلي فيه, لولا أن ساعة الحقيقة صفعتني, فأعادتني إلى صحوي ويقظتي…
نعم, هو من كان حبيبي, يجلس في المقعد الأمامي من سيارة, إلى جانب سيدة اعتقدتُ أنها أمه، لكن علمتُ لاحقاً أنّها دفعت ثمنه قصراً وسيارة وحساباً مفتوحاً, وربما نسيَ اسمي, ومؤكد أنه تنكّر لكل قناعاته الوردية السابقة..
كانت دجاجة وفراخها الـ (11) مثل كواكب سيدنا يوسف, يتسابقون لالتقاط ما تهيئه لهم من طعام… كادت أن تودي بحياة طفل اقترب عن غير علمٍ من صغارها (أحلامها) وهي تدرك بغريزتها أنهم لن يعترفوا عليها حين يصبح بإمكانهم أن يعتمدوا على أنفسهم، ولكنها لا تتنازل عن حلمها أبداً.. وحده الإنسان من يبيع ويشتري, ولو كانت السلعة أحلامه وقناعاته وبقية أهله وذويه!
على شرفة آه بُحّ عويلها, تلاطمت هواجس, والتهبت مخاوف, ظننتُ أنّ الله يعيد ترتيب علاقته معنا نحن البشر, لأن الدمعة التي سقطت من علو كأنها نيزكٌ فقد مساره, فقصد الأرض ليدفن نفسه فيها, جنباً إلى جنب مع رفاة أحبتنا وأحلامنا وربما المخلفات النووية..
لا هوية للدمع ولا اسم, للدمع حرق ولهب, وروحي الظامئة حدّ اللوعة لا تتسع للمزيد من الدمع..
أصغتُ السمع جيداً, كانت فيروز تغني (عم تمرقي ع حفة الشباك.. هالتاركو صبح ومسا مفتوح …)
أغلقي شباكك يا سيدة الألم فما أنتِ أبو فراس الحمداني وما أنا (حمامة) طليقة وتنوح, وحده الدمع يستطيع أن يجعلني وأنتِ بحر ألم أو موجة ندى تنعش آلاف الزهرات العطشى..
لأول مرة, أتمنى أن تنقطع الكهرباء, ففي (العتمة) تسرح عيني كما يحلو لها دون أن يراقبها أحد..
غانم محمد