الوحدة: 14- 9- 2020
مستجدات كثيرة طرأت على آلية التسوق فرضها ارتفاع الأسعار وضيق ذات اليد، مواطننا الذي كان يشتري زيادة عن حاجته ويعمد إلى تخزين العديد من المواد من باب الحيطة أو لحين فقدانها من السوق ليس بسبب الغلاء أو الاحتكار وإنما لأنه ليس موسم تلك المادة هذا المواطن الكريم الذي قلما اختلف مع البائع حول زيادة أو نقصان بات اليوم يشتري بالقطارة وبالعدد وفي أحيان كثيرة يحجم عن الشراء بعد منتصف الشهر لأن جيوبه تصبح خالية فكيف له أن يشتري، وبالمقابل ذلك البائع الذي نصفه بالجشع كان في السابق كريماً وأسعاره شبه ثابتة إلا من زيادات طفيفة ضمن فترات زمنية متباعدة تصل لأكثر من عام، كان يقول للزبون (خلّيها علينا) وكان يطلب من الزبون أن يتذوق قبل أن يشتري، اليوم بات التذوق ممنوعاً لأنك تجد على بسطة التين اليابس على سبيل المثال ورقة مدون عليها سعر الكيلو وسعر
الطاب وعندما تعلم أن البيع بات بالطاب ويصل سعره إلى ٢٠٠ ليرة سورية فكيف لك أن تتذوق وكيف له أن يسمح بالتذوق؟
كما ظهرت اليوم مشكلة جديدة بين البائع والزبون إنها مشكلة كيس النايلون أو البلاستيك الذي يضع فيه الخصار أو المشتريات، حتى السورية للتجارة أعلنت عن هذه المشكلة فبعد أن كان البيع بأكياس خاصة بالسورية للتجارة وبأحجام مختلفة بات البيع بدون كيس وإلا عليك دفع ثمنه، الأفران كانت قد سبقت في ذلك وأصبح كيس الخبز مثار جدل وخلاف وتم اقتطاع رغيف خبز مقابل الكيس وصاروا يضعون كمية ربطتين في كيس واحد لتوفير كيس، هذه المسألة أخذت شكلاً آخر في أسواق الخضار والفواكه فكما أشرنا بات أغلب المتسوقين يشترون بالعدد وبأقل كمية ممكنة فذلك الذي يريد شراء نصف كيلو تفاح أو بندورة أو باذنحان سرعان ما يبادره البائع أن البيعة خاسرة بسبب سعر الكيس وقد لا تتم الصفقة لأن سعر الكيس يتراوح بين ٢٥ إلى ٥٠ ليرة حسب حجمه وقد حدث معي أن أردت شراء حزمة بقدونس فسألني إن كان معي كيس لأن حزمة البقدونس ذات ٢٠٠ ليرة برأيه لا تستحق أن يهدر عليها كيساً بعد أن وصل سعر كيلو الأكياس إلى ٦٠٠٠ ليرة وقد كان سابقاً ب ٤٠٠ ليرة وهكذا نجد أن البائع والزبون شريكان في الهم الذي طال أسعار كافة المواد بما فيها الأكياس وبات من الضرورة بمكان العودة إلى التبضع بالكيس القماشي الكبير الذي كانت تستخدمه جداتنا وهو مخصص للتسوق وبهذا نخفف من عبء الأسعار ونقلل من الآثار الضارة الناجمة عن التلوث من أكياس النايلون التي غزت البحر واليابسة ولا ننفي توادها في الفضاء.
هلال لالا