كوني برداً وسلاماً

الوحدة: 9-9-2020

 عشنا هذه الفترة أياماً عصيبة مع كوارث الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة في أرياف حماه و طرطوس و اللاذقية. هذي الحرائق التي أتت على أراض زراعية و أحراج و غابات شكل البعض منها محميات طبيعية نادرة على مستوى المنطقة كلها. جاءت هذه الحرائق في وقت واحد. و السؤال الجدير بهذا هو هل هي مجرد صدفة بريئة متأتية عن الجبهة الحارة الاستثنائية التي تمر بالبلاد وفق تصريحات خبراء الطقس؟ أم هناك يد بشرية افتعلت هذا الحريق بشكل عفوي ناتج عن إهمال و سوء تقدير، أو ربما افتعلته بقصد مع سابق تصميم و نية؟ مهما كان السبب وراء اشتعال و احتراق هذه البيئة الرائعة فإننا أمام كارثة بيئية أفقدتنا مساحات خضراء شاسعه نحن بأمس الحاجة إليها في ظل التغيرات المناخية الحالية و النقص في كميات الهطولات المطرية في كثير من المناطق، و خطورة ظاهرة التصحر و تراجع مناطق الغطاء الأخضر. مناطق كانت ملاذاً آمناً للباحثين عن الجمال و الهدوء هرباً من زحمة الحياة و همومها. و لا ننسى بطبيعة الحال فقدان كثير من الحيوانات النادرة التي نفقت حرقاً أو ربما هربت بعيداً. غاباتنا كنز بيئي وطني له علينا مسؤولية كبيرة بالمحافظة عليه بشكل تام و توخي الحذر الشديد تجنباً لإشعال أو افتعال أي حريق مهما صغر فمعظم النار يكون من مستصغر الشرر، و علينا الابتعاد كلياً عن الإهمال و الفوضى. و هنا لا بد أن نتوجه بوافر الشكر و الامتنان إلى رجال الإطفاء الذين قاوموا النيران بكل بسالة و شجاعة و أحاطوا بالنيران و أخمدوها بسرعات قياسية. تحية محبة صادقة لكم أيها الأبطال كنتم على مستوى المسؤولية الوطنية و أوقفتم الكارثة قبل اتساعها. بوركتم و بوركت جهودكم العظيمة. إن مسؤولية الحفاظ على هذه الغابات هي مسؤولية وطنية على المستوى الجمعي و مسؤولية أخلاقية على المستوى الفردي، لأنه حفاظ على إرث ثمين من الأجداد.. أمانة نؤديها كاملة إلى الأحفاد، لتبقى هذه البلاد بلاد الشمس التي لا تغيب دائماً و أبداً… حمى الله سورية.

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار