الدجاج المدعوم…

الوحدة: 31- 8- 2020

من حق أي مواطن عادي أن يتساءل عن الصمت الممارس من قبل القائمين على قطاع الدواجن وهم يرونه آيل إلى الاندثار، بعدما أمعن في انحداره، وبات يقف على حافة الهاوية.

مئات التنبيهات وصلت إلى أسماع المعنيين، وعشرات المقالات شخصت الحالة، وأنذرت القائمين على هذا القطاع بأن الوضع كارثي، والنهايات الحزينة ستكون واقعاً لا لبس فيه، وها نحن نصل إلى وضع أصبح معه الفروج سلطان زمانه، وبدأت البيضة (تتغنج) على مائدتنا كما لو أنها جوهرة نفيسة.

مع جنون أسعار العلف والدواء، قررت الحكومة السابقة دعم كل دجاجة بمائة ليرة، فضحك المربي، وأغمي على الدجاجة من هول هذه المنحة، ونعى المواطن لحم الفروج وبيضه بمرثية تراجيدية يشيب معها الصغير، خاصة أنهم شاهدوا بأم عينهم انتفاضة أسعار الدجاجة (المدعومة)، واللافتات المنتصبة على صحن البيض (الذهبي).

الحلول المطروحة لإنقاذ هذا القطاع وعودته إلى زخمه السابق بسيطة جداً، ولا تحتاج إلى معادلة رياضية، فإن أراد المعنيون استعادة نشاط المربين، عليهم فقط أن يقدموا لهم دعماً للمادة العلفية، ولوازم الإنتاج، وببساطة لا متناهية، سيعود هذا القطاع للتعافي، وسنرى هذا المنتج من جديد على موائد المواطن (الغلبان)، ولسنا ندري ما العبرة من التكاسل في تنفيذ مثل هذا الدعم، فلو طالعنا تصريحات المسؤولين بمختلف القطاعات، لرأيناها تركز على دعم الإنتاج لاستعادة هيبة العملة الوطنية وقيمتها في سوق الصرف، ولكننا عندما نطابق الأفعال مع الأقوال ،نصاب بخيبة أمل، ونستنتج أن الكلام ليس عليه (جمرك).

قبل أيام تداولت مواقع التواصل الاجتماعي نظرية المؤامرة على (دجاجاتنا)، فرأينا اتهامات صريحة لأشخاص يعملون على تدمير بنية هذا القطاع لأجل استيراد هذه المواد وتحقيق مكاسب طائلة من خلالها، وفي هذا السياق، لا نملك أدلة على صحة هذه الرواية، ولكننا نرتاب عندما نشاهد عزوفاً جماعياً للمربين عن متابعة نشاطهم بسبب جنون لوازم الإنتاج، كما نصبح أقرب إلى تصديق الرواية المتداولة عن رغبة البعض في تحطيم هذا القطاع، لاستيراد المادة التي كنا نصدرها قبل أشهر.

في الوقت الضائع بين حكومتين، قد ينأى مصرفو الأعمال عن القيام بواجبهم، ولذلك، نحن بانتظار ولادة المجلس الوزاري الجديد، ونعول على القادمين كثيراً، ونرجوهم أن يكون قطاع الدواجن بنداً أولاً على جدول أعمالهم، لأن المسألة متعلقة مباشرة بلقمة عيش المواطن، ولا رفاهية زمنية متاحة للتأخير في دعمها، وإعادة نوع من الاستقرار إليها.

 غيث حسن

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار