وقال البحر … قليلاً من الشمس..

الوحدة: 30-8-2020

 

قمر يناجي النائمين.. طفلة تحاور النجوم.. سفينة تشقّ بعصاها درباً في البحر.. الموج يهزّ سرير الزّبد، والدّرب إلى البحر يتّسع كلّما اقتربنا من بياض الأفق.

× × ×

الزّمهرير يشدّ على أصابع الكرز، فتتكسّر الأغصان.. ويغمض الكرز  عينيه..  ينام تحت سعفة البرد..

× × ×

الدرب في متاهة.. وحدها العبرات تسلك طريق الفجر..

متى تصحو الدروب؟ متى نعود للفناء مثل العبرات؟ متى تنتهي الحروب الظالمة؟! متى نهزم هذا الظلام، والمختبئين في كهوفه؟!

× × ×

أغنية صغيرة.. حنجرة من ذهب.. قلم صغير أدوّن فيه على ورق الأيام قصائد صغيرة: كلّ الذين ذهبوا إلى الحقول سيزرعون القمح.. كل الذين توزعوا في الحقول، مازالوا يغنون للأرض، كي تكون المواسم وفيرة هذه السنة..

× × ×

أيّها البحر.. ننتظر أن تهبنا قليلاً من الوقت.. قليلاً من الشمس.. قليلاً من الرّذاذ.. كي نغسل به أوجاعنا فوق شواطئ هذه الغربة.. هبنا وقتاً لنجمع ما نشتاق إليه من حكايا الماضي الجميل..

يقولون: عندما تهجر النوارس البحر تصاب بالكآبة.. عندما تتناثر كلمات القصائد فوق الملوحة تموت الخضرة في  القلوب، لحظة نوغل في غابات البحر ينتابنا شعور عميق وحزين بالانفصال عن حضن الأرض.

عندما نبتعد عن الأرض نرفع مراسي سفننا، ونفتح أشرعتها لتلامس زرقة السماء.. ننفض عن وجوهنا ما تراكم من هموم.. هذه النار تحرق ما يجلل رؤوسنا من يباس..

هذا الموج يدفع بنا إلى الرحيل صوب سماء الوطن.

× × ×

قد ينكسر المرء، ولكنه لا ينهزم.. فالغد يوم جديد، وبعد الغد صباح آخر.. إن نسيت ماضيك الذي تدّعي أنه كان جميلاً، كيف ستذكر طريق المستقبل؟!

بيدك تستطيع أن ترسم ملامحه، وبيدك تستطيع أن تمحو خطوطه، يقول شاعر داغستان “رسول حمزاتوف”: إن أطلقت رصاص مسدسك على رأس ماضيك، تأكد أن الحاضر سيطلق نار مدفعه على مستقبلك”.

لا تنسى: الماضي الجميل من الحب والتسامح.

بديع صقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار