الاعتراف بالجميل

الوحدة 27-8-2020  

 

وإنّكَ – أيّها الإنسان – ابنُ الواقع الّذي يفرض نفسه عليك وتفرض نفسك عليه, وكأنّكما جزءٌ لا يتجزّأ أو أنّكما وجهان لعملة واحدة , ذا الواقع الّذي تجتمع فيه كلّ الموجودات والتّفاصيل ضمن تعريف واحد هو أنت

أنت ابن الطّبيعة, ابن التّجربة, ابن الفرح, ابن التّعاسة , ابن …, …

كلّنا يعيش وبعضنا يحيا , وأغلبنا لا يسأل نفسه عن نفسه لأنّه لم يختبرها, فأغلبنا يغطّ في نومٍ عميقٍ بعيداً عن الأسئلة متجنّباً إيّاها خوفاً من الأجوبة , بعيداً عن الحقيقة والمعرفة

هي الحياة وقد منحتنا بعض تعاستها وبعض أفراحها وإذا ما أردنا أنْ نكون فعلينا أنْ نخلق أنفسنا بأنفسنا أي علينا إعادة تجميع أنفسنا من جديد, وهذا الجديد إنّما يعتمد على عبقريتك في خلق أحد الأمرين, إمّا التّعاسة, وإمّا السّرور, وهنا لا بدّ أنْ تطرح السّؤال الآتي: هل وجدتَ نفسك في يومٍ من الأيّام بلا مشكلات, أو بلا قلقٍ, بلا تفكيرٍ في تفاصيل صغيرة وكثيرة, تفاصيل تفتح أبواباً ونوافذ كثيرة

إنّك تسأل نفسك لماذا كلّ هذا الصّمت؟ هل هو طبيعيّ أم لا ؟ وكأنّ الصّمت أصبح مشكلة المشكلات حتّى يَحار الآخرون في سبب صمتك وكأنّه بداية حربٍ لمّا تبدأ بعدْ

إنّ أغلب الّذين يجهلون أهميّة الصّمت لا يعرفون أنّ الصّمت حديثُ العمق ومرآة الحقيقة, ويُخطئ كلّ مَن يعتقد أنّ الصّمت بداية الجنون وباب العزلة, لذا أيّها الإنسان الّذي خُلق بصمت وعاش بصمت, عليك أنْ تُعطيَ الحياةَ حقَّها من هذا الصّمت لأنّه أساس الإعتراف بالجميل

نعيم علي ميّا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار