قصاصات من دفتر عاشقٍ خمسينيّ

الوحدة 25-8-2020  

 

 أيّ وجدٍ هذا الذي يتصبّب في قلبي كنزفِ جرحٍ عتيق، وأي لهفة تلك التي تسرج نبضات القلب دون تمهّلٍ!

 أأنتِ، تقودين الريح عكس سير مراكبي، أم تراكِ أنت الريح؟

 ذات رغبةٍ، قطفتُ الروح عنقود (حصرم) مراهق بحموضته، فرطته بحضرة جمالكِ.. سبحان من جعل الحصرم زبيباً…

 أيّتها العابثة بوقاري، الراحلة إلى أعمق أعمق قراري، لو لم تكوني أنتِ، فمن أينَ سأترع جراري؟

 على طرف غصنٍ بالكاد يحمل ورقه، وقفَ حسونٌ عاشقٌ، قرأ ما تيّسر له من آيات النقاء، وانحنى مانحاً إياكِ سورة الانعتاق والتجدد..

 حبيبتي، وبعيداً عن مسمع أطفالنا الكبار، ما زلتُ أشتهي اللقاء خلف أي منعطف، في خبايا أي طريق، ما زلتُ أحنّ إلى ادعاء لمس أناملك صدفة، وإلى ادعاء شعرك أنه لفح وجهي صدفة، وأننا نسينا الوقت صدفة!

 لا حسنَ للورد إن نبتَ بعيداً عن أهدابك، ولا بهجة للصبح إن لم يتنفس من أطراف (قبّة) فستانك، وأي درب لم تعطره خطواتك فمنتهاه جهنّم ( وبئس المصير).

 ذات رغبةٍ، خلعتُ تعقّلي، وفرشتُ (شيب رأسي) سجّادة بيضاء من لون نحركِ، فصلّي الفروض والنافلات، إني أقبل صلاتكِ في كلّ الأوقات!

ذات رغبةٍ، وكانت الدنيا قد أنجزت معظم مواعيدها، حملتُ ذكريات طائش عاقل، رججتُ دورقها، حتى استحالت نبيذاً، وكنتِ الراح، وكنتِ الصبح، وكنتِ الرفاق، فشربت نخب الإيمان، وأوقدت في محراب عينيك ألف شمعة، رسمت إشارة الصليب، وقرأت الفاتحة والمتعوذتين، ولم تنجح كل طرق الاغتسال في اقتلاع رائحتك عن روحي وعن جسدي، فسألتُ الله: ما العمل، وقد حان وقت الصلاة!

 ما زلتُ أنتظر جواباً أعتقد أنّه لن يأتي، فكلّما حاولت اقتلاع شوكة منكِ علقت على جسدي، تبذرين في روحي دوحة زهر، وأنا مسرور كموجةٍ لا تمل مطارحتها الهوى للشطّ.

 غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار