الوحدة: 24-8 -2020
البعض يقول إنها (غنّوجة) الكل, ودمية البيت الجميلة, وهي قد تقول عن نفسها، إنها حمّالة الأسية, وعليها تقع كل أعباء البيت… من تجهيز القهوة إلى الجلي إلى تحمّل (ثقالة) إخوتها الشباب وضيوفهم, إلى محاولة إلباسها كل عادات الأسرة وقيمها لتكون المرآة الأجمل التي ينظر من خلالها الآخرون إلى الأسرة التي لا يرضي غرورها إلا سماع مدح الآخرين ( والنعم من هذه البنت)…
البنت الوحيدة محاصرة بثلاث خيارات, ليس من بينها الخيار الأحبّ لقلب كل فتاة, وهو وجود أخت تبثّها همومها, وتشاركها تفاصيلها من المدرسة إلى الجامعة إلى الحب (وتلطيشات) الشباب وغير ذلك…
الخيار الأول هو أن تتخذ من أمها أختاً ورفيقة لها, وهذا سيجردها من كل (شيطنتها) كما يقال, وعليها أن تكون (راكزة) وأن تحسب حساب كل موقف وكل كلمة, مهما أبدت الأم من رقيّ وليونة, فهي ستبقى الأم التي نست أو تناست أيام (ولدنتها)!
والخيار الثاني هو أن تجد في إحدى رفيقاتها هذا الدور, لكن هذا الزمان لا يؤتمن جانبه, وقد تُطعن ممن اعتقدت أنها الأخت التي لم تلدها الأم، وبإمكاننا أن نستشهد على ذلك بكثير من الحالات في محطينا…
الخيار الثالث هو أن يقوم أحد الإخوة (الذكور) بهذا الدور وهذا الخيار هو الأكثر انتشاراً هذه الأيام والأكثر قوة خاصة أنه يوفر منفعة متبادلة (فللذكر) أيضاً تفاصيله التي يجب أن يضعها في موضع آمن هو شقيقته في هذه الحالة..
يارا غانم محمد