من يصّنع (المشاكل) ولماذا؟

الوحدة: 24-8 -2020

 

لا يوجد أي نقصٍ في مادة الخبز.. هذه الحقيقة من السهل إثباتها, لكن هناك أكثر من مشكلة في توزيع الخبز, ولم نستطع تفسير أيّ منها!

إن كانت (البطاقة الذكية) قد وفّرت كميات كبيرة من الدقيق، كما تقول التصريحات الرسمية فهذا جميل, وهذا يدفعنا للمطالبة بشراء المزيد من هذه البطاقات (الذكية) وتوزيعها على كل محل (سمانة) اعتاد الناس أن يحصلوا على الخبز من عنده، بدل تقليل عدد منافذ بيع الخبز بحجة ضبط بيعه عبر هذه البطاقة، وهو ما ينتج ازدحاماً كبيراً يمكن تفسيره على أنه بسبب نقص كميات الخبز..

لا نتحدث عن مدينة بحدّ ذاتها, ولا عن الخبز فقط وإنما ضربنا به مثلاً..

كثير من المعاناة يمكن تجاوزه بـ (تشغيل العقل) ومن تشغيل العقل, ما تقوم به (السورية للتجارة) في اللاذقية من خلال تسيير شاحنات محملة بالمواد المقننة إلى القرى والأحياء التي لا توجد بها منافذ لـ ( السورية) وهذه الخطوة إيجابية رغم الكمّ الكبير من الملاحظات التي يمكن سوقها بهذا الخصوص من ناحية الاستمرارية والشمولية..

في طرطوس, ولأني عشت هذه التفاصيل في ضيعتي, هذه الضيعة التي يقترب عدد سكانها من (20) ألف نسمة، لا يوجد بها إلا منفذ وحيد لـ (لسورية للتجارة), يتدافع أمامه الآلاف من نفس الضيعة ومن عدة قرى مجاورة لا توجد بها منافذ لبيع المواد المقننة, مع تباعد فترات تزويد هذا المركز بهذه السلع، والسؤال: ألا يمكن زيادة عدد منافذ البيع وتوزيع الازدحام على أكثر من مكان, ومادام الهدف هو إيصال هذه السلع لكل المواطنين عبر البطاقة الذكية, لماذا لا توجد في كل مزرعة وقرية نقطة متحركة لتوزيع هذه المواد ولو في ظلّ أي شجرة؟

تماماً, كما كانت الإشارة إلى الخبز, فإن التخوّف حالياً مما يجري الحديث عنه في بلدة (الصفصافة) في محافظة طرطوس حول حصر بيع الخبز في مركزين فقط, على الرغم من الامتداد الجغرافي الواسع لهذه البلدة, وإذا ما صحّت هذه الأقاويل فإن مشكلة كبيرة ستحصل, فلماذا لا يتم تخصيص كل معتمد بجهاز قارئ للبطاقة الذكية, ويبقى الوضع على حاله حيث يوجد الآن عشرات الموزعين لمادة الخبز في هذه البلدة, فكيف سيتم حصرها باثنين من أجل التحول إلى البطاقة الذكية كما يقال!؟

في مثل هذه الأيام من العام الماضي, كان قد تمّ توزيع مادة مازوت التدفئة على القسم الأكبر من الريف (البارد) في محافظة اللاذقية.. حتى الآن لم نبدأ بهذه العملية، وإن أُعلن إنه سيتم البدء مطلع أيلول القادم..

في الشتاء الماضي كانت النتائج إيجابية, وأشدنا بها كثيراً، ونخشى أن نزحم الشتاء القادم بالشكوى من هذا التأخير..

الحلول, أي حلول, تكون بتبسيط الإجراءات لا تعقيدها وبـ (زيادة) نقاط التجمع ليخفف الازدحام بدل (حصرها) وزيادة الازدحام.

المواطن(تعبان) ومزيد من التعقيد سيزيد وجعه, وكل الأمل أن نجد الوسائل (البسيطة) لإراحته في أبسط التفاصيل والتي لا يجوز أن تتراكم كمشكلة كما هي عليه الآن!

غانم محمد

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار