أعمال يدوية وغذائية تتنافس في الأسواق الشعبية بجودتها وجاذبيتها وبعدها عن صخب واحتكاك الآلات

الوحدة: 24-8 -2020

 

أعمال وزراعات وأدوات ريفية خرجت من عرين الأرياف القريبة والبعيدة بعدّة أساليب وأصبح لها روّادها وزبائنها حيث أعطت الأسواق رونق الحياة القديمة وما كانت تحمل من بساطة ويسر في التعامل وتوفير المادة المفقودة وهي المال، وذلك لصعوبة الحصول عليها بسبب البعد عن مراكز المدن والميل العام لسكان هذه القرى للزراعات وتربية المواشي وغيره، ومن أجل مساعدة هذه الشريحة من الناس فقد شرّعتها الدولة وعملت على تنظيم حياتهم وأعمالهم لتعطيهم فرصة عمل يمكنهم من خلالها مواكبة الحياة في المدينة ومراكزها، فقد اختصوا كل حسب ميوله ورغبته فمنهم أنزل منتجات دوابه من ألبان وأجبان، وكذلك أنواع البيض البلدي وشتى المزروعات والتفنن بتقديمها مادة بلدية تنعش أرواح المغتربين عن قراهم وبساتينهم، وتفنن البعض بصناعات ترتقي إلى الزينة العالمية الراقية من خلال صناعة سلال القصب والخشب بشكل هندسي والتلاعب بقساوته وكأنه مادة مرنة سهلة التعامل والتكيف بها ، كما تفنن الكثيرين بتقديم المربيات والمكابيس بأنواعها وتقديم خضروات تم شوائها تحت أشعة الشمس ليتم التعامل معها في فصل الشتاء حيث تندر أغلب المزروعات الصيفية.

كما أننا نجد أن من يعمل تحت كنف المرأة الريفية هم منظمون إلى حد كبير أكثر من أقرانهم ينتشرون بعدة أماكن وأسواق ومنتجاتهم أصبحت متعارف عليها محلياً وتعرف باسم منتجات المرأة الريفية وهي للنساء الريفيات حصراً.

عمّالها من السيدات يقلن:

السيدة عائدة أحمد عملها في سوق قنينص هي مختصة بتربية النحل والتصنيع الغذائي، تعمل على تحويل منتجات الأرض إلى مواد جاهزة للأكل وبدون أية أسمدة أو إضافات أخرى، حيث تقوم بتربية النحل وتقديم منتجاته بشكل منظم يلفت نظر الشاري وهو موجود بكل أنواعه.

السيدة منيرة يوسف، امرأة ريفية، اختصاصها مقطرات من ماء الورد وماء الزهر وإكليل الجبل والزعتر الخليلي وما شابه كذلك المكابيس وأنواع الدبس من فليفلة وبندورة وخل تفاح وحصرم وكل أنواع المربيات، بالإضافة إلى الخضراوات الحقلية بأنواعها.

مطالبهن: تثبيت أسمائهن على البسطات وذلك للشعور بالاستقرار وهن يبعن منتجهم للعيش فقط لعدم وجود وظيفة حيث يطالبن بوجود أبنائهم إلى جوارهم لملء الفراغ الحاصل على البسطة أثناء استراحتهن، كما يطالبن بعودة المنح لمساعدتهم في تسيير أمورهن، وطالبن بتسهيل القروض وتخفيف الشروط التعجيزية لعمال المرأة الريفية حيث هناك شروط غير قابلة للتحقيق أبداً.

السيدة ابتسال حافي: اختصاصها تصنيع شامبو بالأعشاب خالي من المواد الكيماوية وتصنيع خل التفاح: عملنا مستقر والبيع متوسط إلى جيد وأحياناً يكون ممتازاً، علماً أن إنزال وتحميل هذه المنتجات من قراهم يضيف عليهم عبئاً مادياً ليس بالقليل يومياً، كما طالبن بتخديم البسطات وأسطحها من ناحية الحماية من الشمس والأمطار ما أمكن وخاصة مع اقتراب موسم الشتاء وعواصفه وما يحمل من تهديدات، وأكدن أنه تم تعيين امرأتين لكل بسطة وهذا يعد تجنٍ على وضعهم إذ بالكاد مردود البسطة يكفي امرأة واحدة فقط .

 

يذكر أن نساء المرأة الريفية حصلن على بسطات وطاولات منحة من الجهات العليا وأصبح لهم شأنهم في تقديم ما يلفت نظر الناس سواء بالمواد والأطعمة التراثية أو بطريقة تقديمها حيث تستهوي شريحة كبيرة من الناس.

السيد أبو أحمد ينشر بضاعته خلف مجمّع أفاميا، يعمل مع زوجته على تقديم الخضراوات التي يتم تيبيسها وهي كثيرة مثل الملوخية والبامياء والباذنجان والقرع واليقطين ويقدّم الزهورات بأنواعها والليف وأشياء تراثية أخرى، يقول أن البلدية تقوم بإزالة ممتلكاته كل فترة وملاحقة من لا يمتلك رخصة حيث طالب بشرعنة عمله وحمايته وأقرانه من هذه الملاحقات والمصادرات، حيث أكد أن وضعه غير ضار باستثناء إشغاله للرصيف.

وأعادت هذه الأساليب في تقديم المنتج ذكريات منسية من تراث عاش على عاداته ومعتقداته أجيال كثيرة قارعت أشد وأعتى أنواع الفقر فهذه الفئة من الناس استرجعت الماضي وأحيته بأدوات بسيطة وهي صحية بكل الأحوال لأن أساليب تحويلها لمنتج غذائي لا تتعدى أشعة الشمس وعمليات محلية أغلبها على نار الحطب وأدواتها بسيطة جداً كالقصب والقش والقنب وأشياء أخرى لم تتدخل فيها الآلات الضخمة والمراجل والأشعة بأنواعها وما شابه.

وبالعودة إلى واقع عملهم، حيث طالبت العاملات بتأكيد وجودهم في سوق قنينص وأن وضعهن غير مستقر يمكن التلاعب به حسب رأيهن، كما أن الكثير من الباعة لا تنطبق عليهم شروط المرأة الريفية، ومن الضروري العمل على تنظيم حياتهم العملية وتجارتهم والمسميات كثيرة يمكن أن ينضوين تحت لوائها مثل (العمال الريفيين ومنتجات العمال الريفيين وكذلك منتجات الأيدي الريفية الماهرة وعمال الصناعات التراثية… وغيره كثير) والاعتراف بهم وبمنتجاتهم وإعطائهم رخص خاصة وتنظيم وقوفهم وبسطاتهم سواء في الأسواق العادية والمحال التجارية أو بالأسواق الشعبية العامة.

سليمان حسين

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار