بين الشط والجبل…آنَ أن ترتجيّ

الوحدة: 23-8-2020

 

مسكينة أنت أيّتها الأرض، تطؤك أقدام الحدقدين العابثين بقوة ودون رأفة متناسين قوله تعالى  ولا تمش في الأرض مرحاً، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا)

مسكينة أنت وبائسة، تتقاذفك أهواء المغامرين منذ أقدم العصور, ومن كل حدب وصوب فيقضمون منك  كل يوم، قضمة هنا, وقضمة هناك وأنت صابرة، ولكن إلى حين.

مسكينة أنت ولطالما شربوا نخب دمك, وتغنّوا بحرق أخضرك, وطربوا لذلك اللهيب.

 مسكينة أنت، يجوبون حناياك يبحثون بأقمارهم عن مواقع خير تختزنينها في باطنك حتى إذا ما اكتشفوه, أخرجوا ملفّاتهم من أدراجهم, وافتعلوا ما يريدون افتعاله, وحرّكوا بيادقهم (خفافاً وسراعاً) محملّين بكل أدوات القتل والتدمير, وكل ما يعينهم القبض على خيراتك وسيّان عندهم، صرخت متوجّعة, أم تألمت صامتة, فهم في الحقيقة فاقدوا الإحساس بآلام الآخرين, كل ما يهمهم, أن تبقي بقرةً حلوباً تدرّين لبناً سائغاً شرابه.

 وإذا ما جفّ ضرعك يوماً تركوك منهكة ومتعبة ويغلف السواد عمرك, فتروحين تشكين قلة الزرع, وتبحثين عن قطرة ماء تبلّل الشفاه اليابسة  فلا تجدينها.

مسكينة أنت.. ويعلمون أنه إذا ما ارتج باطنك, فأنت القادرة على ابتلاعهم جميعاً لذلك هم حريصون على مداعبتك بين الحين والآخر, وعلى دغدغة مفاصلك بين فترة وأخرى ظناً منهم بأنهم بذلك يبقونك هادئة ومرتاحة البال..

 ولكن إلى متى؟ قد طال صمتك, وآن أن تتكلمي ولو نطقت بحرف واحد لرأينا أولئك الـ (كانوا) جبابرة قد تحولوا إلى جنادب تبحث عن كوة رمل يختبئون بين ذراتها.

أيتها الحبيبة… آنَ أن ترتجي وتخرجي أثقالك وتهزي خاصرتيك لنلقي بمن أساء إليك في مهالك  لا نجاة منها.

 سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار