الوحدة 19-8-2020
عندما أعود إلى منزلي مساء أستمتع بشوارع مدينتي الجميلة، أستمع إلى أغان مشبعة بالحب، هي مساحة من الفرح أهديها إلى روحي المتعبة بأوجاع هذا الزمن وما أكثرها، هي علاقة حب لا ينضب بيني وبين اللاذقية، مدينتي لم و لن تنهكها قسوة الزمن، تهدهد في الليل نفوس أبنائها لتهديهم الأمان والسكينة كما اعتادت على مر العصور، ما أروعها من أم و ما أحنها!!. أينما يتجه أبناؤها بعيداً في مواطن الغربة لا يمكن أن تنساها القلوب، تشتاقها أرواحهم على مظلات الانتظار.
ولا غرابة أبداً في هذا، لأن قلوبنا مسكونة بها، هي ذي مدينتي الجميلة تسمعني في كل ليل حكاية جديدة أغفو على نبرة صوتها و دفء محبتها، ساحرة هي رغم كل الألم الذي يعتريها ويعترينا من زمن كاد الحب أن يهجرها وعاث البغض فيها فساداً. كلما اشتد بي الوجع وضاقت بروحي مرابع الريح، أخرج إلى هذه المدينة، أفتح لها ذراعي وأطلق العنان لروحي لتنفلت من عقال الزمن وتسرح كغزال شارد في شوارعها المليئة بالشوق والحنين، مهما ضاقت بنا الدروب وتقطعت بنا أسباب الفرح ستبقين حبيبة الروح و مهجة القلب، وبين أحضانك ستبقى مواسم الحب عامرة وستبقى نسائم الأمل تعانق صدورنا.. ولن تخبو من لياليك أغاني العشق وألحان الحبور، دمت أيتها الأم الرؤوم عروس البحر المقدسة..
نور محمد حاتم