الوحدة: 17- 8- 2020
تتميز النوادي الرياضية بشكل عام من حيث أهميتها الاجتماعية والرياضية بمدى قدرتها على خلق جيل متكامل بدنياً وصحياً بشرط توفر كافة الشروط اللازمة لقوانين النوادي الرياضية، حيث يرى الكثير من الشباب فائدة وأهمية كبيرة للانضمام إلى هذه النوادي سواء أكانت للياقة البدنية أو لكمال الأجسام أو لكرة القدم أو لكرة السلة أو لكافة أنواع الكرات اليدوية والتنس وغيرها من الهوايات التي تقع تحت سقف واحد يسمح للشباب بارتيادها بشكل مستمر.
ومع انتشار نوادي اللياقة البدنية والصحية زادت نسبة الإقبال لدى فئة النساء إلى هذا النوع من النوادي من أجل الحفاظ على لياقتهن الجسدية.
وقد زرنا بعض النوادي في المدينة لمعرفة رأي مرتاديها بأهميتها ومدى الانسجام مع الآلات الموجودة ضمنها.
بشرى علوني: بعد انتشار السمنة بين الرجال والنساء بنسبة كبيرة كثرت النوادي الصحية والرياضية وتوزعت في كافة الأحياء، حيث تقدم هذه النوادي مختلف الخدمات للحفاظ على الصحة البدنية بشكل عام، والجدير ذكره أن ٱليات عمل هذه النوادي غير مستقرة حيث من يلاحظ أن كل نادٍ يقوم بفرض تعرفة شهرية مختلفة عن الآخر فهناك نوادٍ رسمها الشهري مقبول نوعاً ما وأخرى مرتفع جداً مع جهل الأسباب وعدم معرفة سبب رفعها فكل عدة أشهر تقوم إدارة النادي برفع الرسوم الشهرية.
إيمان حميدوش: أحرص على ممارسة الرياضة منذ سنوات عدة وأتبع برنامجاً رياضياً للحفاظ على الوزن واللياقة، وأصبحت النوادي بالنسبة لي عادة أسبوعية من أجل الوصول الى اللياقة المطلوبة، ومن الملاحظ أن بعض النوادي يتناول مرتادوها الهرمونات والمنشطات وخاصة الفئة الشبابية منهم، ومن هذا المنطلق أشدد على أهمية تجنب تناولها لما لها من انعكاسات سلبية على صحة الجسم، وهناك نصائح لا بد من أن يتبعها كافة مرتادي النوادي كون هناك شرائح واسعة من المجتمع يقومون بتناول الهرمونات والمنشطات بشكل عشوائي دون إدراك بانها يمكن أن تسبب لهم أمراضاً مستقبلية لذلك لابد من مراقبة النوادي ذات الدرجات الأدنى لأن همها الأول تجاري وليس رياضي.
المدربة علا أحمد حدثتنا قالت: يجب أن تكون الرياضة جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية وممارسة الرياضة مسألة ضرورية لكل إنسان رجل أو امرأة، فالرياضة لا تعرف عمراً محدداً، ورداً على سؤالنا المتعلق بوجود اختلاف بين الرجال والنساء في ممارسة الرياضة بشكل عام سواء كانت بدنية أم أثقالاً أو غيرها قالت: لكل فئة عمرية برنامجها الخاص فكلاهما يخضع لبرنامج رياضي معين وبإمكان النساء والرجال أن يشتركا بنفس التمرينات الرياضية السويدية وكذلك فيما يخص مسألة الأوزان والعبء الجسدي، فإن الرياضة تساعد على الوقاية من بعض الأمراض كأمراض القلب والضغط والسكر وقصور الدورة الدموية وغيرها من الأمراض الشائعة ناهيك عن أهميتها الكبرى في تحريك عضلات الجسم.
نجوان ديب مدير نادٍ، حدثنا عن مدى الإقبال على الاشتراك في النادي فقال: لا شك أنه في السنوات الأخيرة بدأنا نلحظ تراجعاً في الإقبال على هذه النوادي بسبب غلاء المعيشة وهموم الحياة اليومية والأوضاع الاجتماعية السائدة مع انتشار فيروس كورونا وبسبب الإجراءات الاحترازية فقد أغلق الكثير منها، بالإضافة إلى ارتفاع رسم الدخول إليها، وأتمنى على كافة مرتادي النوادي أن يختاروا الأندية الرياضية غير التجارية لأن ما نشهده اليوم الكثير من النوادي تجارية بشكل بحت، فهناك نوادٍ عديدة وبدرجات معينة تتلاءم مع ميزانية كل شخص فمنها أجهزتها عادية ومقبولة وأخرى متوسطة وغيرها عالية الجودة إذ يوجد ضمنها مساج وساونا وغير ذلك، فهذه اشتراكها مرتفع جداً، وبالتأكيد ليست نوادي رياضية أكثر مما هي ترفيهية وفي النهاية المسألة عرض وطلب وبإمكان كل شخص أن يختار النادي الذي يناسبه حسب الإمكانيات المادية.
دور الاتحاد الرياضي
لكي نزيد الأمر وضوحاً حول أهمية النوادي الرياضية التي شكلت انتشاراً واسعاً بمسميات مختلفة، ارتقاء تلك النوادي للمستوى المطلوب؟!.
التقينا نضال يعقوب عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي رئيس مكتب ألعاب القوه الذي حدثنا: جميع الأندية الرياضية تتبع حصراً للاتحاد الرياضي ويطلق عليها اسم (البيوت الرياضية، بيت رياضي، أو مركز رياضي) ولها شروط خاصة ليحصل صاحب البيت الرياضي على الترخيص اللازم لفتح هذا البيت، والترخيص له شقان: الشق الأول فني وهو من اختصاص الاتحاد الرياضي وهناك لجنة خاصة بهذا الأمر (لجنة تراخيص البيوت الرياضية) مهمتها زيارة هذا البيت والتحقق من كونه مطابقاً للشروط الفنية والصحية. والشق الثاني: إداري وهو من اختصاص بلدية المحافظة، وأيضاً البيت الرياضي يخضع للمراقبة من قبل لجنة البيوت الرياضية من حيث نوعية المدربين واختصاصاتهم ودرجة شهاداتهم، حيث لاحظنا في الفترة الأخيرة كثرة عدد المدربين الذين لا يحملون أي شهادة تخولهم التدريب، ولهذا عممنا على جميع البيوت الرياضية بموافاة الاتحاد الرياضي بأسماء المدربين العاملين لديها مع شهاداتهم ودرجاتهم.
وبالنسبة لموضوع الهرمونات والمواد المساعدة على البناء العضلي أوضح يعقوب بأنها مخالفة للقانون وممنوع التعاطي بها والتجارة ضمن البيوتات الرياضية، وهي تؤثر تأثيراً سلبياً على الصحة العامة للرياضي وتسبب مخاطر صحية كبيرة ولكنها تحقق أرباحاً كبيرة لمن يروج بها وعليه يجب أن تعالج هذه الظاهرة بتكاتف جميع المؤسسات المعنية بهذا الموضوع (اتحاد رياضي، مديرية الصحة، شرطة المحافظة).
الرقابة الدوائية على بيع المنشطات والهرمونات
الكثير من أصحاب النوادي يعتمدون على بيع المنشطات والبروتينات والهرمونات فهل تخضع للرقابة الصحية والدوائية علماً أن الكثير من هذه المواد غير نظامي، وحول ذلك حدثتنا الدكتورة ثناء عبد الله رئيس دائرة الرقابة الدوائية في مديرية صحة اللاذقية: يقع على عاتق الرقابة الصحية المتابعة والإشراف والتأكد من أنواع هذه المنشطات والهرمونات التي تباع في النوادي من حيث الصنع والمنشأ والصلاحية، ويتم التأكد بشكل دقيق إذا كانت هذه الأدوية ممهورة أو مختومة بختم وزارة الصحة السورية، وكل منتج يتبع لوزارة الصحة يكون تحت إشراف طبي، فالكثير من العقاقير المندرجة تحت مسميات عدة منها الأحماض الأمينية والبروتينات لا يمكن أن يتم تناولها إلا بموجب وصفة طبية لما لها من آثار سلبية على الصحة والبدن، لذلك فأنه من الضروري مراقبة كافة مستودعات الأدوية والصيدليات والمعامل الدوائية، وعندما نشك بأي نوع من الأنواع الدوائية بأنها غير مرخصة سواء كانت جرثومية أو بشرية نقوم بطلب شهادة تسجيل وأخذ عينات عشوائية ثم ترسل إلى الوزارة فيقوم عناصر مختصين بمخابر الوزارة بفحص ودراسة أنواع الأدوية وإذا ثبت مخالفتها للمواصفات القياسية والإنتاجية يصدر تعميم بسحب الدواء وإتلافه، وأضافت بأنه لا يقع على عاتق الصحة دخول النوادي الرياضية إلا عند وجود شكوى مقدمة حينها تقوم الرقابة الدوائية بالتأكد من أنواع الأدوية ومصدرها فإذا كانت مخالفة يتم إغلاق النادي وتشميعه من قبل الجهات المعنية المتمثلة بلجنة القرار رقم ٢٩/ب لجنة صحة ونقابة يقومان بمصادرة المواد الطبية وإرسالها إلى الوزارة.
الرقابة التموينية على النوادي الرياضية
ولمعرفة آلية الرقابة التموينية على النوادي الرياضية وهل يسمح ببيع المنشطات فيها حدثنا المهندس وسام حسان رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك: من ضمن قوانين حماية المستهلك هناك نصوص من شأنها المراقبة على كافة النوادي الرياضية للتأكد من الاشتراك الشهري المعلن على رواد هذه النوادي، وعند ثبوت أي مخالفة تقوم دوريات حماية المستهلك باتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي من شأنها حماية المستهلك وتقديم المخالفين للقضاء المختص.
وحول بيع الأدوية غير المرخصة المتمثلة بالبروتينات والهرمونات فإننا نقوم بالتعاون مع الاتحاد الرياضي بجولات ميدانية على النوادي لمراقبة آليات عملها وهناك كتاب صادر عن الوزارة بخصوص الرقابة على بيع المنشطات في النوادي وإجراء الضبوط اللازمة بحق المخالفين.
بثينة منى