أزهار السماء

الوحدة: 17- 8- 2020

 

على مدارج القلب، خلف منعطفات الصباح، يحرقون راية الضوء، وفوق هضاب الأيام الغاربة، تذرو الرياح أحلامهم، قليل من رحيق الفجر، قليل مما ينعش الروح، وقليل من ندى الحنين نغسل به قمصان الوجع.

بين حجرات الأيام، فوق جدران الوحشة ينتشر عبق أصواتهم، آخر الانفجارات.. ركام وغبار.. وتلامذة وأشلاء حقائب مدرسية.. آخر الحرائق كتب ودفاتر وأقلام وذئاب بشرية ديونها القتل والخراب.

يتوقف نبض القلوب الصغيرة.. من أسكتتهم شظايا الأحزمة الناسفة.. القاتل لا يزرع ورداً.. هل قتل الأطفال هو ثورة على الظلم والحياة؟! عجباً لربيع العرب الكاذب؟ من علّم القاتل أن قتل الأطفال ثورة على القهر؟! وأنَّ قتل الأطفال لا يرضى سوى(بهوه)؟!

الأطفال ليسوا كذلك إنهم أزهار السماء وعطر الأرض ونور الغد المشرق.. هم الشموع فإذا ما انطفئت انتشر الظلام واكفهر الكون..

يا لهؤلاء القتلة الذئاب متى كان قتل الأطفال انتصاراً؟ كيف لهذه الانفجارات ولهذه العبوات والأحزمة الناسفة أن تصنع حضارة وأمان على هذه الأرض؟!

كيف لهؤلاء القتلة أن يكونوا طلائع الحق والعدالة؟!

كيف لهذه الأنياب الحادة، الصفراء أن تصنع الابتسامات؟! وأن تكون أشبه بحبات عنقود على دالية الصباح؟!

لنا ضحكاتنا، لنا ابتسامات أطفالنا ولهم هذا العدم لهم أنيابهم، ولهم كهوفهم وسواطيرهم وأحزمتهم الناسفة ولنا زرقة السماء، لنا ياسمين الوطن، ولنا الفصول الزاهية لهم لعنة الأرض وجحور الثعالب وأوكار الثعابين ولنا خضرة الأرض.. لنا ماء الينابيع ولنا أن نكون شمس الحياة.

بديع صقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار