اللاذقية-سانا
تجربة غنية بكامل تفاصيلها يقودها الشاب علي دولة الباشا في مجال النحت والتشكيل معتمداً على مزيج من الموهبة الفطرية والدراسة الأكاديمية وهو ما أفضى إلى إنتاج مفاهيم وتقنيات جديدة في المتن الفني وخاصة بعد حصول الشاب مؤخراً على درجة الماجستير من قسم النحت في كلية الفنون الجميلة بدمشق.
تفتحت موهبة علي منذ الطفولة وأبدع في رسم نماذج من المواد العلمية والخرائط ما لفت الانتباه إليه في البيت والمدرسة ليلاقي تشجيعاً ودعماً متواصلين ويصقل موهبته عبر التسجيل في مركز الفنون التشكيلية في المركز الثقافي العربي باللاذقية مكتشفاً هذه الفنون من منظور أكاديمي تطور إلى حد كبير بعد التحاقه بكلية الفنون الجميلة.
السنة الأولى كانت بمثابة مرحلة اكتشاف الفن كما يوضح لـ سانا الشبابية حيث تعرف على مختلف الاختصاصات والقواعد والأسس التي تنتج عملاً فنياً بأساليب متنوعة ونظراً لولعه الشديد بهذا الفن دراسة وعملاً وإبداعاً فقد تابع دراساته العليا بعد التخرج ليبدأ مسيرته البحثية في تحليل التقارب بين الأعمال النحتية والمباني المعمارية في فترة العصر الحديث ضمن أطروحة حملت عنوان “العلاقات المتبادلة بين النحت والعمارة وتطورها في العصر الحديث” نال عنها درجة الماجستير.
ويضيف من خلال بحث الماجستير قمت بإنجاز مجموعة أعمال مؤلفة من أربعة عشر عملاً نحتياً بأساليب متنوعة ما بين التكعيبية والتجريدية والبنائية فكان الهدف من تشكيلها التأكيد على جمالية العنصر الهندسي في الكتلة النحتية بالإضافة إلى أهمية الربط بين النحت والعمارة من قبل النحاتين الرواد في العصر الحديث الذين مهدوا لظهور المدارس الفنية الحديثة وتأثر بعض المعماريين من رواد العمارة الحديثة بهذه المدارس كما بدا واضحاً في أسلوبهم النحتي.
تجربة علي متنوعة المواد و التقنيات ويقول “من خلال تجربتي المتواضعة تعرفت على معظم الخامات والمواد ومن الخامات المفضلة لدي الخشب الذي يمنح الأعمال الفنية قيمة مضافة لما تتمتع به هذه الخامة من خصائص مميزة كاللون والعروق”.
كذلك استفاد علي من طرق التشكيل الحديثة في إنجاز بعض الأعمال ومن هذه الطرق التشكيل المباشر بالجص واصفاً هذه الطريقة بأنها تتيح للفنان الحرية عند التنفيذ والحصول على سطوح ملتوية فتنتج كتلة ذات إيقاع متحرك وتسمح بإدراج كم كبير من الفراغ داخل العمل النحتي بالإضافة إلى دور الجص في الربط بين العناصر وتوزيعها بالشكل الصحيح.
نفذ علي عدة أعمال نحتية بأسلوب تكعيبي بالإضافة إلى العديد من الأعمال الخزفية وأعمال أخرى دمج فيها عدة مواد ضمن تكوين واحد مبيناً أنه سعى دائماً إلى التجريب للحصول على أشياء مبتكرة ذات قيمة جمالية تروق لها الروح وتغنى بها النفس.
يذكر أن علي الباشا من مواليد مدينة جبلة العام 1989 وشارك في معرض الربيع للفنانين الشباب ومعارض أخرى متفرقة في اللاذقية ودمشق وطرطوس كما شارك بعدة ورشات عمل فنية.